في يوم الأربعاء الماضي تم تفجير تمثال الخليفة العباسي الثاني ''أبو جعفر المنصور'' المقام في حي المنصور أفخم أحياء العاصمة العراقية· والحقيقة أنه وبصرف النظر عن الجهة التي قامت بالتفجير، إلا أن التفجير في حد ذاته يؤشر على درجة من التعصب الشديد والانغلاق الرهيب· فهناك من يقول إن جماعات تكفيرية تحرم الأنصاب والتماثيل هي التي قامت بتفجير هذا التمثال· وإذا كان ذلك صحيحا·· فلماذا بدأت هذه الجهة نشاطها بهذا التمثال بالذات·· وفي هذا اليوم بالذات؟·· وإذا كانت الجهة شيعية وتريد أن تنتقم من التمثال الذي يرمز إلى الخليفة العباسي الثاني الذي يقال إنه قد قام بسجن وتعذيب الإمام موسى الكاظم في سجون الدولة العباسية فإن معنى ذلك أن هناك جهات في العراق تخطط لتصفية حساباتها مع التاريخ وتريد أن تثبت أنها لن تنتقم فقط من رموز عهد صدام المسجون وراء القضبان ولكن من كافة الرموز حتى التاريخية منها وهو اتجاه خطير في الحقيقة· فلو تخيلنا أن كافة الشعوب أو الطوائف التي تعرضت لمظالم تاريخية قد فعلت ذلك، فقام كل شعب بتدمير ما لديه من تماثيل كما فعلت طالبان مع تماثيل بوذا في مدينة باميان·· ألن يؤدي ذلك في النهاية إلى تدمير كافة الآثار الموجودة في العالم وهو ما سيعد بمثابة خسارة هائلة للحضارة الإنسانية؟
عادل محمود- دبي