ثلاثة مستشفيات ميدانية أقامتها دولة الإمارات في المناطق المنكوبة بالزلزال الأخير الذي ضرب باكستان، والمستشفى الرابع في الطريق·· فرق الإغاثة مازالت تواصل عمليات إجلاء المصابين والمتضررين من بين الأنقاض·· وطائرات (سي-130) العملاقة تحمل مواد الإغاثة والمواد الطبية، وتقيم جسرا جويا منذ تسعة أيام، بمعدل 4 طائرات يوميا، حيث بلغ عدد الرحلات الجوية حتى اليوم ما يزيد على 30 رحلة، حملت أطنانا من المساعدات، وكميات ضخمة من مواد الإغاثة والأغذية والأجهزة الطبية ومولدات الكهرباء ومستلزمات معيشية مهمة إلى المناطق المتأثرة بالزلزال·
إن العمل الجبار الذي تقوم به قواتنا المسلحة هناك، هو وسام شرف على صدور الجنود المجهولين، الذين لبوا نداء الواجب، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله''، وبمتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والقيادة الحكيمة لدولة الإمارات، التي كانت سباقة في مد يد العون لأشقائنا في الدول الشقيقة والصديقة·
ولم تكتف فرق الإغاثة الإماراتية التي تعمل بصمت وفي ظروف قاهرة ومناطق وعرة تعرضت للدمار، بهذه المساهمة الجبارة، بل امتدت أيادي الخير والعطاء لتشمل نقل العشرات من المصابين والجرحى إلى الإمارات لتلقي العلاج اللازم في مستشفيات الدولة·· فخلال اليومين الماضيين وصلت طائرتا نقل مجهزتان بأحدث معدات الرعاية الصحية، إلى قاعدة البطين الجوية، تحملان دفعتين من الجرحى، الدفعة الأولى ضمت عشرة مصابين وخمسة مرافقين، والثانية ضمت 18 مصابا وحوالى 20 مرافقا، وتم على الفور إدخالهم إلى مستشفيات الدولة لعلاجهم من إصابات صعبة وحالات حرجة·
إن الأخبار التي وردتنا من المناطق المنكوبة، تشير إلى أن الفريق العسكري المشرف على الإغاثة، يعمل بجد وهمة ونشاط، متحديا ظروفا في غاية الصعوبة، ومناطق ذات طبيعة جغرافية في غاية القسوة، بالإضافة إلى تعرض المناطق ذاتها لتوابع الزلزال·· وعلى الرغم من كل تلك الظروف إلا أن شباب الإمارات السباقين لفعل الخير أثبتوا أنهم عند حسن ظن الجميع، وأنهم على قدر كبير من تحمل المسؤوليات الجسام وقبول التحديات عند المحن والشدائد·· وهذا عهدنا بهم على الدوام·
تحية إجلال وتقدير لكل من ساهم في هذا العمل العظيم، فقام بتلبية نداء الواجب، وهب بكل شجاعة وبروح عالية، للوقوف مع شعب شقيق، تعرض لمحنة كبيرة، وصار في أمس الحاجة لمد يد العون·· فهذه هي دولة الإمارات السباقة دوما إلى مد جسور المحبة مع الشعوب الأخرى لتخفيف معاناتها·
إن العمل الجبار في باكستان هو وسام على صدر كل فرد من أبناء الإمارات·· أبناء خليفة الخير والعطاء·