الآن وبعد أن استفاق الفرحون من فرحهم وانتهى المهنئون من تقديم تهانيهم، يحق للمرء أن يتساءل عما إذا كانت الأكاديمية النرويجية لجائزة نوبل للسلام قد أصابت هدفها عندما قررت أن تمنح جائزة نوبل للسلام لهذا العام مناصفة بين الدكتور محمد البرادعي ووكالة الطاقة الذرية الدولية التي يتولى البرادعي إدارتها أم أن الأكاديمية النرويجية أضافت إلى البراهين السابقة برهانا جديدا يؤكد عزمها على تحويل هذه الجائزة إلى رسائل سياسية لصالح أطراف معينة وبالضد من أطراف أخرى بعيدا عن القيم التي قامت الجائزة أساسا عليها·
ليس حسدا أو غيرة فلا معنى لأن يغــــــار العـــــبد الضعيف من صاحب الجاه والمال وجواز الامم المتحدة ولكن جائزة نوبـــــل للسلام وكما ينبغي أن تكــــــون يجب أن تمنــــــح لمن يفعل فعلا متميزا في تحقيق السلام وتوطــــــيده ومــــنع حدوث الحرب أو لمــــــن يعمل بهدوء عقودا من الســــنين بفعــــل مؤثر من أجـــــل الحــرية والخــــير للإنسانية·
لقد ذُهلت حقا عندما عرفت قبل أيام وأثناء قراءتي للسيرة الذاتية للدكتور البرادعي التي نشرت في أعقاب فوزه بجائزة نوبل أنه لا يمت بصلة في مجاله التخصصي إلى التقنية النووية بل إنه متخصص في القانون الدولي والعلاقات الدولية·
ربما يتذكر الدكتور البرادعي تخصصه هذا فيتجنب الحديث عن حرب الولايات المتحدة على العراق من خلال استخدامها لأسلحة الدمار الشامل ضد أبنائه والمتمثلة في مئات الآلاف من أطنان قذائف اليورانيوم المنضب حيث لا أتذكر أية تصريحات نارية للدكتور البرادعي في هذا الخصوص!· كما احتفظ الدكتور البرادعي بالحقيقة في قلبه فاختار أضعف الإيمان ولم يطلقها بصوت جهوري حيث كان أقرب إلى المايكروفون من حبل الوريد عندما كان يتحدث إلى أعضاء مجلس الأمن وتنقل مباشرة إلى جميع أنحاء العالم في تلك الجلسة التاريخية التي استطاعت من خلالها الإدارة الأميركية تسويق غزوها للعراق·
وديع بتي حنا - كاتب عراقي