تعقيباً على حلمي شعراوي
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم الثلاثاء الماضي تناول حلمي شعراوي موضوعاً غاية في الأهمية أخذ يتصدر مؤخرا عناوين الأخبار في الصحف لما باتت تشكله الهجرة من هاجس لدى بعض الدول سواء تلك المستقبلة للمهاجرين، أو المصدرة لهم· وفي هذا الإطار تطل علينا الأحداث الأخيرة التي جرت أطوارها في المدينتين المغربيتين سبتة ومليلة الواقعتين تحت الاحتلال الإسباني، حيث تقاطر الآلاف من المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء وقطعوا كل تلك المسافات مرورا بالجزائر ليستقر بهم المطاف على حدود المدينتين المغربيتين منتظرين أي فرصة للتسلل عبر الحواجز والمرور إلى إسبانيا حيث الحلم الأوروبي بانتظارهم·
ولقد عانى المغرب من هذه الأعداد البشرية الهائلة التي ظلت تتوافد على أراضيه طيلة السنوات الماضية ما أصبح يشكل عبئا إنسانيا عليه· وقد جاءت الأحداث الأخيرة التي أصيب فيها بعض المهاجرين في صداماتهم مع رجال الشرطة المغاربة والإسبان لتسط الضوء مجددا على ظاهرة الهجرة التي لم تعد شأن الدول الأوروبية، بل أصبحت كذلك شأنا يمس الدول التي يتخذها المهاجرون منطلقا لهم مثل الجزائر والمغرب· لذا بات من الضروري تكاثف جهود الدول المعنية لمراقبة الحدود والتعامل مع المهاجرين بطريقة مناسبة· لكن مشكلة الهجرة لن تحل فقط عن الطريق التعاطي الأمني معها، إذ أثبتت هذه المقاربة فشلها في معالجة ظاهرة الهجرة· وليس غريبا أن يطالب المغرب بضرورة التعامل مع الهجرة وفق منظور شامل يأخذ في عين الاعتبار متطلبات التنمية التي تحتاج إليها الدول الفقيرة جنوب الصحراء·
أمينة العبدلاوي - المغرب