ملامح الصحافة البريطانية
ü المسلمون والقيم البريطانية : اختار ''آيه سيافندان'' هذا العنوان لمقاله المنشور الأحد الماضي بصحيفة ''الأوبزيرفر'' والذي بدأه بالقول إنه لا يوجد هناك بلد في أوروبا يمكن أن يكون أكثر فخراً بتجربته في التعددية الثقافية أكثر من بريطانيا·· ولكن هذه التعددية الثقافية تحولت بعد تفجيرات السابع من يوليو الماضي إلى هدف لسهام النقد من قبل العديدين في بريطانيا الذين يعتبرون التعدد الثقافي هو السبب فيما حل بالبلاد في هذا اليوم المشؤوم· فهؤلاء المنتقدون يقولون إن الدعوة لفهم واستيعاب الثقافات المختلفة من جانب البريطانيين لا تعني أبدا قيامهم بالتخلي عن القيم البريطانية الأصيلة، وأنه يجب على المهاجرين الذين يعيشون في بريطانيا، أن يعرفوا أن التعددية الثقافية لا تعني أبدا الانفصال عن نسيج المجتمع وقيمه والعيش في أحياء منعزلة· ويرى كاتب المقال أن هذا النقد ليس صحيحا على إطلاقه·· لأن جميع الأشخاص الذي اشتركوا في تنفيذ هجمات السابع من يوليو كانوا مندمجين تماما في المجتمع البريطاني·· وهو يذهب أيضا للقول إن هجمات السابع من يوليو قد فرضت على الزعماء الدينيين المسلمين في بريطانيا القيام بشجب الإرهاب الذي ينتسب زوراً إلى الإسلام·· وأن ذلك يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تحول كبير في موقف المسلمين، يدفعهم للبعد عن الأعمال الإرهابية كأداة للانتقام من المظالم الحقيقية والمتخيلة التي يتعرضون لها وإلى الانضمام إلى مواطنيهم والعمل معهم من أجل القضايا التي تهمهم جميعا·
ü المحافظون يقلدون العمال : هذه العبارة وردت على لسان رئيس الوزراء البريطاني واتخذ منها المراسل السياسي ''نيد تيمكو'' عنوانا لتقريره الخاص المنشور في صحيفة ''الجارديان''الأحد الماضي والذي يقول فيه إن توني بلير قد اتهم قيادة حزب المحافظين بأنها تنتحل قيم، وسياسات، بل ومفردات خطاب حزب العمال ثم تدعيها لنفسها، ولكن حزب المحافظين مع ذلك سيخسر أية معركة سياسية يدخلها ضد حزب العمال· وكان رئيس الوزراء البريطاني قد تحدى حزب المحافظين علناً في خطاب له أمام أعضاء حزبه قال فيه إنه على الرغم من أن النسبة التي فاز بها حزب العمال في الانتخابات الأخيرة قد تقلصت عما كانت عليه من قبل، وأن نسبة من تلك الأصوات قد ذهبت إلى الديمقراطيين الليبراليين، إلا أن معظم الناخبين البريطانيين يدركون أن المعركة ستنحصر في النهاية بين العمال والمحافظين، وأن حزبا من الحزبين هو الذي سيحكم في النهاية وأن هذا الحزب يجب أن يكون هو حزب العمال·
وقال بلير إن المحافظين يدركون ذلك جيدا·· ولذلك فهم يحاولون انتزاع السيطرة على ساحة تيار الوسط السياسي في بريطانيا حتى لو أدى ذلك إلى تقليدهم لخطاب حزب العمال، واستعارتهم لقيمه ومبادئه وسياساته· وحذر بلير أعضاء حزبه من الاستجابة لمحاولة حزب المحافظين الاستيلاء على ساحة تيار الوسط بالاتجاه يساراً·
ü حقيقة ما يقال حول وباء الأنفلونزا : كان هذا هو عنوان افتتاحية الإندبندنت الثلاثاء الماضي والتي قالت فيها إن أنفلونزا الطيور التي ظهرت في تركيا ورومانيا واليونان تقترب الآن حثيثا من سواحل الجزر البريطانية، ولكن المرض لن يتحول إلى وباء إلا عندما يقوم فيروسه بتغيير شكله كي يكون قادرا على الانتقال من إنسان إلى آخر· وهناك تقديرات محافظة تقول إن المرض إذا ما تحول إلى وباء في بريطانيا فإنه يمكن أن يؤدي إلى مصرع ما لا يقل عن 50 ألف شخص· وتساءلت الصحيفة عن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة البريطانية لمواجهة هذا الاحتمال وهل ما تقوم به يكفي أم أنه لا يزال هناك مجال للقيام بالمزيد من الجهود والواجبات الاحترازية؟·· واتفقت الصحيفة مع الدعاوى التي تقول إن الحكومة البريطانية يجب أن تتجنب كل ما من شأنه إثارة حالة من الفزع الجماعي من المرض، وقالت إن الحقيقة المؤكدة هي أنه على الرغم من العثور على بعض الطيور المصابة في بعض الدول الأوروبية وخصوصا تركيا ورومانيا واليونان، إلا أن الغالبية العظمى من الحالات المصابة بهذا المرض قد اكتشفت في قارة آسيا ومعنى ذلك أن الوباء لو بدأ الانتشار فإن ذلك سيكون في قارة آسيا أولا، مما يتيح لأوروبا الوقت الكافي للاستعداد واتخاذ التدابير الملائمة·
ü صدام يواجه العدالة : ''الديلي تلغراف'' نشرت افتتاحية أمس الأربعاء بهذا العنوان، ذهبت فيها إلى أن محاكمة صدام تعيد تذكير العالم بأنه قد تخلص من واحد من أسوأ طغاته على الإطلاق·· وأن هذه الحقيقة وحدها تعتبر مدعاة للابتهاج· وقالت الصحيفة إنه لو تم إجراء تلك المحاكمة على النحو الصحيح، فإن ذلك سوف يكون بمثابة تعويض نفسي ومعنوي هائل لعائلات الضحايا من الشيعة والأكراد الذين تعرضوا لوحشية صدام حسين· وقالت الصحيفة إن مذبحة حلبجة، والقمع الذي تعرض له الشيعة، والمقابر الجماعية المنتشرة في العديد من مناطق العراق تعتبر كلها شواهد على حجم المعاناة والعذاب الذي عاشه العراقيون تحت حكم صدام حسين· والسؤال المهم الذي يواجه حكا