تعقيبا على عبد الوهاب بدرخان.. الهدف ليس الدستور
يحتوى المقال الذي كتبه الأستاذ عبدالوهاب بدرخان المنشور بصفحات وجهات نظر تحت عنوان:'' الدستور العراقي مهمة أخرى غير مكتملة''، يوم أمس الثلاثاء، على فكرة في غاية الأهمية بشأن الدستور العراقي الذي تم الاستفتاء عليه خلال الأيام القليلة الماضية، ومفادها أن المهم ليس صياغة الدستور في حد ذاته، وإنما المهم في التطبيقات والممارسات التي سبقت صياغته، وهي تطبيقات وممارسات كما وصفها الكاتب نابعة من عقليات ميليشوية·· وهذه العقليات هي التي قامت بصنع المفاهيم والمبادئ التي استرشد بها من قاموا بصياغة الدستور· ومن ثم لم يأت الدستور، كما قال بدرخان، لتثبيت القواسم المشتركة بين أبناء الوطن الواحد ولكنه أتى كانعكاس لواقع ممزق مضطرب تسببت فيه الولايات المتحدة في المقام الأول· فهذه الأخيرة هي التي غزت البلد وهي التي لم تخطط لفترة ما بعد إسقاط النظام السابق، وهي التي تباطأت في جهود إعادة الإعمار، وهي التي ساهمت بسياساتها في تأجيج الروح الطائفية في العراق· أما الدستور الحالي فليس المقصود به تحقيق فوائد مستقبلية للوطن، كما يفترض في كافة الدساتير، وإنما هو دستور يلبي حاجة أميركية في المقام الأول· ولقد رأينا كيف كانت الولايات المتحدة متلهفة على إنجاز هذا الدستور بأي صورة من الصور، حتى تستطيع الادعاء بأنها نجحت في إجراء انتخابات في العراق وساعدت على صياغة واعتماد دستور جديد هناك، وأن ذلك يعتبر علامة مؤكدة على نجاح مشروعها الديمقراطي، بينما هدفها الحقيقي هو تجميل صورتها وإنقاذ ماء وجهها وتجنب الانتقادات التي تنهال عليها من الجميع حتى من داخلها، والخروج من المأزق الذي وجدت نفسها متورطة فيه·
باهر حسن- إنجلترا