تعود قضية الممرضات البلغاريات اللائي حقن أطفالا ليبيين بفيروس الإيدز إلى واجهة الاهتمام الإعلامي مجددا، بعد أن طالب الرئيس الأميركي بإخلاء سبيلهن فورا! لكن بأي وجه حق يوجه زعيم الدولة الأعظم في العالم دعوة كتلك إلى دولة أخرى في قضية أصدر القضاء فيها حكمه؟! لقد قامت البلغاريات بحقن خمسمائة طفل ليبي بفيروس الإيدز، مات منهم إلى الآن أربعون طفلا، وأمام بشاعة هذا الجرم أصدر القضاء الليبي حكمه بإعدام الممرضات، لكن واشنطن تتدخل لتطالب بإلغاء الحكم وإنهاء اعتقالهن دون تأخير، مع أن طبيبا فلسطينيا شاركهن جريمتهن ويواجه التهمة ذاتها إلا أن واشنطن لم تطالب بالإفراج عنه، أما خمسمائة طفل وذووهم فليسوا محل اهتمامها أيضا!
كيف إذن تكافح أميركا الأوبئة والأمراض الفتاكة، وفي مقدمتها الإيدز، ثم تسمح بالإفراج عمن يدسه في الدواء للأطفال فيغتال براءتهم الجميلة؟! أليس من مكافحته الضرب بيد من حديد على من يعمل لنشره؟
إن إحقاق الحق هو مسؤولية وطنية ليبية وعالمية أيضا، ولا مبرر لأي زعيم في العالم أن يطالب بإلغاء حقوق الضحايا وذويهم، وأن يتجاهل عذاباتهم المستمرة، لصالح أجندة تهدف إلى التدخل في قرارات السيادة الوطنية للدول! وإذا لم يتعامل العالم بحزم مع أفعال شريرة كالتي أقدمت عليها الممرضات البلغاريات في ليبيا، فستقع البشرية في مستنقع من الأمراض والأوبئة القاتلة لا يعلم مداه إلا الله تعالى، ولتعش العدالة·
سليمان العايدي- أبوظبي