تعليقاَ على ما ورد في بعض الصحف والآراء حول نهاية وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان أود أن أوضح أن وفاته سبقتها وفاة بعض قادة الرأي وأصحاب الفكر والعقيدة ويضيق هنا المجال قي تعدادهم لأن التاريخ يحفل في صفحاته بالعديد من هؤلاء الشجعان· وإذا ذكرنا أمثلة من هؤلاء فقط على الساحة اللبنانية منذ دخول القوات السورية وحتى اليوم يكفي أن نذكر الشهيد كمال جنبلاط الذي وقف ضد انزلاق القوات السورية كي تلعب الدور الذي أنيط بها خلال الحرب اللبنانية وحتى انسحابها الذي لم يتم إلا بعد أن سقط الشهيد رفيق الحريري وكاد النائب مروان حماده يسقط لشجاعته ومن ثم جورج حاوي وبعده سمير قصير وكادت الصحافية مي شدياق تلتحق بركب الضحايا في شجاعتها في الدفاع عما تؤمن به وإن لم يرق لنا، نتفق معها أو نختلف، لكن الشجاعة من طينة الشرفاء وهذا من حقها وكذلك حق التعبير عن آرائها·
هؤلاء وغيرهم شجاعتهم أدت لاغتيالهم أو محاولة اغتيالهم لكنهم بقوا أقوى وأرسخ·
وكما أن التاريخ يحفل بالأشخاص الذين اغتيلوا ولم ينتحروا كذلك فإن التاريخ أيضاً يحفل بمن انتحروا كي يهربوا من مواجهة الاستحقاق والحقيقة وليس آخرهم رئيس الوزراء الفرنسي سابقاً الذي انتحر بمجرد اتهامه بقبض رشوة بسيطة مقارنة بما حصل في لبنان وكذلك محمود الزعبي للسبب عينه وغيرهم·
إذاً نحن هنا أمام حقيقتين أن الشجعان لا ينتحرون أمام المهانة بل يثأرون، بل يواجهون وأن من لا يطيقون الصبر وحدهم ينتحرون· ومن ينتحر يُدْفن سره معه في أغلب الأحيان ومن يواجه الحقيقة بشجاعة يَتْركُ لنا حق الدفاع عنه بشجاعة حتى ولو أصبحنا هدفاً للتنكيل وللاغتيال· أما في حالة اللواء غازي كنعان فلم يتضح بعد سر انتحاره ·
شوقي أبو عيَّاش- لبنان