من يصدق أنه بعد كل هذه الجرائم والقتــــــل والمقابر الجماعـــــــية والحروب والدمار والفساد·· أن هناك من يدافــــــــع عن حزب البعث الذي حكم العراق بالقوة والبطش لمدة (35) عاما، بعد أن جاء هذا الحزب بانقلاب عسكري في السابع عشر من تموز عام ·1968
إن هؤلاء المدافعين عن جرائم حزب البعــــــث اليوم يرتدون قــــــناع (الوطنية والعروبة والإسلام)، وهم أنفسهم الذين مارسوا كل أشكال التعذيب والمطاردة والاغتيال بحق كل المعارضين من العراقيين الوطنيين والديمقراطيين والإسلاميين وغــــــيرهم، وهـــــم الذين أساءوا للقومية والعروبة من خلال غزوهم لدولة الكـــــويت الشقيقة في عام ،1990 وهم الذين شنوا الحـــــــــرب على إيران ، وأن أعمالهم العدوانية في داخل العراق وخارجـــــــه لا يمكن ذكرها من خلال هذه السطور، لأنها لا تعد ولا تحصى وأن هنـــــاك من يقــــــول، بأنه ليس كل البعثيين ساهمـــــوا بهذه الأعمــــــال الدمويــــــة فلذلك ينبغي التمييز بينهم، هذا صحيح تماما، إن هنــــــاك من انتمى إلى هذا الحزب بالقوة أو نتيجة للرغــــــبة في الحصول على العمل والوظيفة وعدم الملاحقة اليومية من قبل جلاوزة النظام الديكتاتوري المنهار·
ولكن في نفس الوقت إن هناك الكثير من الذين ساهموا بشكل فعلي في هذه الجرائم التي لا يمكن أن تنسى على مر السنين، فهل يراد منا اليوم أن نعتبرهم أبرياء؟، وهل إن صدام وحده مع أعوانه قد قاموا بكل هذه الويلات والمصائب التي شملت كل العراق من أقصاه إلى أقصاه؟·
إن المجرمين من البعثيين يجب أن ينالوا عقابهم من خلال المحاكم العراقية، على ما ارتكبوه من جرائم وحروب طيلة فترة حكمهم الأسود، وأن من يريد أن يحمل كل هذه الأعمال الوحشية لصدام وأعوانه المعتقلين في السجون الآن، فهو يريد تبيض الصفحة السوداء لباقي المجرمين من البعثيين·
وهذا من المستحيلات، لأن شعب العراق لا يمكن أن يتنازل عن حقه في المطالبة بمحاكمة هؤلاء محاكمة عراقية عادلة، وعدم عودتهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى، كما يريد ويعمل البعض اليوم، ومنهم من اشترك في عملية كتابة مسودة الدستور العراقي!! حيث جعلوا من عملية الموقف من حزب البعث موقفا خلافيا·
وإنهم يقولون أيضا، إن من حق هذا الحزب الدموي ذي النزعة الفاشية أن يعود ويمارس عمله السياسي، وكأن شيئا لم يحدث خلال فترة حكمه الاستبدادي، فكيف يجوز هذا ونحن لا زلنا نعثر بين الحين والآخر على مقبرة جماعية جديدة على امتداد العراق؟
حمزة الشمخي - كاتب عراقي