تعقيبا على بات إم· هولت
في المقال المنشور على صفحات وجهات نظر تطرق بات إم هولت إلى قضية الحفاظ على التوازنات التي تنتهجها الولايات المتحدة في سياستها الخارجية· فقد ارتكزت تلك السياسة على عدم إفساح المجال للتمدد السياسي والعسكري لقوة على حساب أخرى، لا سيما في المناطق التي تشهد توترا أو نزاعا بين قوى إقليمية مختلفة· وقد أشار الكاتب إلى الهند وباكستان كنموذج يؤكد سياسة واشنطن في إقامة توازنات دقيقة بين الأطراف المتصارعة· فمن ناحية قامت أميركا بدعم باكستان عسكريا وغضت الطرف عن برنامجها النووي إلى أن تمكنت من الحصول على السلاح النووي، ومن ناحية أخرى كانت تجافي الهند التي وقفت في صف الاتحاد السوفييتي وساندت سياسته· وبالطبع كان ذلك يجري في أجواء الحرب الباردة المشحونة بالصراع بين القوى الدولية الكبرى·
غير أن أميركا التي لا تدعم سوى مصالحها الذاتية في المحصلة النهائية راحت تبدل مواقفها وتخلط الموازين، حيث بدأت تنحاز إلى الهند، وذلك في إطار سياستها الرامية إلى تطويق الصين وحصارها بعدما أصبحت القوة العالمية الصاعدة، مع استمرار تحالفها مع باكستان بالنظر إلى الخدمات الكبرى التي تسديها هذه الأخيرة إلى الولايات المتحدة في حربها العالمية على الإرهاب·
لكن الكاتبة تحذر من مغبة التعويل كثيرا على لعبة التوازنات لأن من شأنها أن تفقد أميركا بعض أوراقها المهمة في منطقة شرق آسيا· فإذا استمرت واشنطن في دعم الهند على حساب الصين سيصعب ذلك من موقف الولايات المتحدة في تعاطيها مع كوريا الشمالية، خصوصا وأننا نعرف طبيعة العــــــلاقة التي تربط هذه الأخيرة بالصين·
ونفس الشيء ينطبق على روسيا حيث من المتوقع أن تسوء العلاقة معها إذا واصلت واشنطن مساعيها في تطويق الدب الروسي بالتحالف مع جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت تدور في يوم من الأيام في فلك الاتحاد السوفييتي البائد، لا سيما والولايات المتحدة تعول على روسيا في دعم موقفها حيال الملف النووي الإيراني·
عبد اللطيف الصويري- المغرب