ردا على د· عبدالله العوضي.. لا داعٍ لدروس في التواضع
في مقال نشر على هذه الصفحات يوم أمس الأول الجمعة، وعنوانه ''الساجد والمسجد''، حاول الدكتور عبدالله العوضي التعبير عن رأيه بشأن العلاقة القائمة بين المسلمين المقيمين في الغرب وبين بيئاتهم القائمة هناك، ولعل ذلك هو كل ما فهمت من مقال الدكتور العوضي الذي استشهد بقولة لأحد الآسيويين في بريطانيا حين سُئل عن المكان الذي يجب على المسلم أن يصلي فيه إذا حان وقت الصلاة، فرد قائلا ''أنا المسجد والساجد''! ورغم أن العبارة غير مفهومة ولا تقدم جوابا لمسألة دينية تتعلق باستشكال في مجال العبادات التي لم يترك الشرع فيها مجالا كبير للاجتهاد، فإن الكاتب يعلي من قيمة الاقتضاب السابق ويشرحه قائلا: ''هنا أثبت هذا المسلم البريطاني أن الساجد أهم من المسجد أي بمعنى آخر أن الانسان أهم من المكان، فالاسلام كله جاء للحفاظ أولا على الانسان لأنه منبع كل حركة في هذا الكون''! نعم، لكن وماذا بعد؟! وبماذا تفيد كلمة ''أهم'' ذلك السائل المتعطش الى جواب في أحكام متعلقة بالصلاة وليس الخوض في عموميات فلسفية لا تقدم ولا تؤخر!
وفيما يتوهم البعض من مثقفينا، وهم يبالغون في تنطعات لفظية من هذا القبيل، أن ما يقدمونه من تراكيب لفظية هو الحقيقة المطلقة وأن سواهم من العامة هم الغوغاء والدهماء وسواد الجهل، فإن الدكتور العوضي يحذر المسلمين من التعالي على غيرهم ويدعوهم إلى الواقعية والتعايش مع غيرهم! لكن بعض المسلمين من حقهم أن يوجهوا سؤالا الى الكاتب: هل نحن من يجب أن يتلقى ذلك الدرس الأخلاقي الكبير؟!
إذا كان بعضنا، ولندقق ونتساءل كم نسبة ذلك البعض الى المسلمين في مجموعهم، قد أصابهم جنون التطرف، فهذه ليست ذريعة لاتهامي، أنا وفلان وعلان من باقي المسلمين، بكراهية الآخر ومعاداته فكريا وثقافيا! فالاسلام يدعونا إلى التعارف والتعايش والتعاطي بالتي هي أحسن مع غيرنا، ونحن نتمثل تلك الروح منذ الصغر، ومن ثم لا داعٍ لمن يعلمنا التواضع ومبدأ القبول بالآخر!
عمار الجنيبي- أبوظبي