ملامح الصحافة الفرنسية
صورة فرنسا: تحت هذا العنوان كتبت صحيفة لوموند افتتاحية خصصتها لما تم الكشف عنه مؤخراً من توجيه الاتهام لممثل فرنسا السابق في الأمم المتحدة جان برنار مريميه من 1991 إلى ،1995 للاشتباه في تورطه في عملية فساد مرتبطة ببرنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت تديره المنظمة الدولية في العراق· وليس مريميه المتهم الفرنسي الوحيد في هذه الفضيحة بل تم أيضاً توجيه الاتهام إلى سيرج بوادفيه، الذي عمل أمينا عاماً لوزارة الخارجية الفرنسية، والذي قيل إنه اعترف بجزء من المسؤولية وإن كان قال إن جهات حكومية كانت مطلعة على ما يقوم به، هذا إضافة إلى الاشتباه في دور لوزير الداخلية السابق شارل باسكوا، واللائحة ربما تزيد عاجلاً أو آجلاً· وترى لوموند أن المسألة أصبحت بالغة الخطورة لأنها لم تعد تمثل فقط تهديداً لسمعة الدبلوماسية الفرنسية، بل إنها تهدد صورة فرنسا كلها الآن· وترى الصحيفة أن الضرر الذي ربما تلحقه هذه القضية بسياسة فرنسا الخارجية التي يصفها البعض بأنها ''موالية للعرب''، قد يكون أكبر بكثير· والمشكلة الكبرى الأخرى هي أن ثمة من قد يسعى للخروج بهذه القضية من أبعادها الخاصة الفردية لاستغلالها في الحكم على الاتجاه العام للسياسة الفرنسية· وليس سراً أن لجنة تحقيق فولكر، والقاضي الفرنسي ''كوروي'' لعبا معاً دوراً كبيراً في الكشف عن أبعاد هذه الفضيحة· لكن لا شيء أيضاً يدفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن لن تستغلها كورقة في مواجهتها الدبلوماسية التي لا ترحم مع باريس، والتي لم تتم تصفية بقاياها في النفوس منذ اندلاع حرب العراق وحتى الآن·
دبلوماسية الزلازل: في صحيفة لوفيغارو كتب رئيس تحرير الشؤون الدولية بيير روسلين افتتاحية بعنوان ''الجغرافيا السياسية للزلزال''، تحدث فيها عن زلزال كشمير الأخير، والفرص التي يتيحها أمام دول المنطقة المتصارعة، لتبادل المعونات والمشاعر· ويرى الكاتب أن وقوع الزلزال في منطقة كشمير، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم توتراً وأشدها صراعات، إضافة إلى امتداده حتى حدود أفغانستان التي لا تعد هي الأخرى واحة استقرار، يأتي وكأن الدواعي الجيولوجية التكتونية للهزات تؤمِّن وتتفق هي الأخرى مع مناطق الهشاشة السياسية في الكرة الأرضية· ومثلما أدى الزلزال الذي ضرب منطقة الأناضول في تركيا سنة 1999 إلى بداية تقارب بينها وبين اليونان التي خفت لمساعدة جارتها، ومثلما أدى المد البحري ''تسونامي'' وما خلفه من دمار في إقليم ''آتشيه'' الإندونيسي إلى بداية تفاهم وتعاون بين الحركة الانفصالية هناك والحكومة المركزية في جاكارتا، مثل ذلك تماماً يمكن أن تكون للمواقف الإيجابية وبادرات حسن النوايا من الهند بهذه المناسبة آثار ذات مفعول وتأثير على المستقبل مع جارتها باكستان· كما يمكن أن يؤدي الدمار الواسع الذي لحق بالإقليم المتنازع عليه إلى تحولات ذات شأن في موازين القوى بين الحكومة والحركات المتشددة المنتشرة فيه· وهو ما تعول قوى إقليمية ودولية عظمى كثيرة عليه، كأثر أولي لهذا الزلزال·
زواج مصالح: في افتتاحية في لوموند تقول الصحيفة إن الوضع استقر أخيراً في ألمانيا على قيام نوع من زواج المصلحة بين الحزب الديمقراطي المسيحي ومنافسيه، والمهم أن زعيمة الحزب أنجيلا ميركيل ستتولى منصب المستشارية لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب في التاريخ الألماني· وتقوم لوموند بعد ذلك بالتمييز بين النموذج السياسي الألماني القائم منذ عدة عقود على ائتلافات، وبين النموذج الفرنسي الذي عرف أحياناً حكومات تعايش· وبين الائتلاف والتعايش فرق كبير، سواء لجهة الأداء والفاعلية السياسية، أم لجهة ترسيخ تقاليد الممارسة الحزبية والسياسية الديمقراطية على أوسع طيف ممكن· ولئن كان الائتلاف الألماني الحالي فرضته عملية التشتت الحسابي لأصوات الناخبين، إلا أن التجاذب الطويل الذي حال دون قيامه طيلة أسابيع يبرهن على أن الطريق ليست بالضرورة مفروشة أمامه بالورود· فعلى حكومة ميركيل أن تجيب أولاً على أسئلة الاقتصاد الألماني الصعبة، كما سيتعين عليها في المقابل أن تعيد تعويم النموذج الرأسمالي الألماني من جديد، ويستحسن أن يتم ذلك دون اللجوء إلى الرأسمال الأنجلو ساكسوني، حتى تكون التجربة ملهمة حقاً لعموم القارة الأوروبية التي يعد اقتصاد برلين هو أكبر اقتصاداتها على الإطلاق· وفي نفس العدد كتب أريك فوتورينو مقالاً مشوباً بطعم السخرية تحدث فيه عن دلالة وصول ''مستشارة'' أنثى إلى سدة الحكم في بلاد ما وراء الراين، مقارنا الوضع بفرنسا التي لم يصل فيها إلى منصب رئيس الوزراء سوى أديت اكريسون، التي على رغم تابعية سلطاتها لرئيس الجمهورية، خرجت بسرعة من المنصب بالطريقة التي بتنا نعرفها الآن جميعاً·
الدستور العراقي: في مجلة الأكسبريس كتب فالانتين بيديلييفر عن أبعاد إعلان الحزب الإسلامي العراقي موافقته على التصويت بـ''نعم'' على الدستور العراقي في استفتاء أمس (السبت)، ويرى الكاتب أن هذه الخطوة التي أقدم علي