رداً على د· برهان غليون
قرأت المقال الذي كتبه د· برهان غليون على هذه الصفحات يوم الأربعاء الماضي وعنوانه:''نظام الفرص الضائعة·· مرة أخرى''، وقد لفت نظري الهجوم الشديد على بعض سياسات النظام السوري، والحكم شبه القاطع بأن القوى العظمى في أوروبا وأميركا قد نفضت يدها من إمكانية التفاهم معه، ما يشير حسب الكاتب إلى نهاية محتومة لفترة معينة من تاريخ الممارسة السياسية في سوريا· وضمن تعقيبي على مقال الدكتور غليون أريد أن أقول له إن ثمة فرقاً كبيراً بين المعارضة المقيمة داخل البلد والقابضة على جمر التمسك بالثوابت والمصالح الوطنية والتي لا تتخلى في الوقت نفسه عن المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، وبين معارضة الفنادق والندوات وصفحات الرأي في الصحف، التي لا همَّ لها سوى دغدغة مشاعر القراء بمعسول الكلام، ولكنها في النهاية غير فاعلة ولا أثر لها في الداخل، لأن صلتها به انقطعت، بعد أن استقرت في عواصم أوروبا وتوصلت إلى خلاصها الفردي في أرقى الجامعات هناك· يا دكتور نحن نواجه تحديات كثيرة وليس لدينا ترف إضاعة الوقت في جدالات بيزنطية عقيمة، لا قيمة لها على أرض الواقع· ثم لماذا كل هذا التركيز والاهتمام بموقف واشنطن وباريس من النظام السوري؟ مهما قيل عن أهمية هذه العاصمة أو تلك، وهذه القوة العظمى أو تلك، فإن مناط القبول أو الرفض بالنظام هو شأن يخص الشعب السوري فقط، ولا يحق لأحد أن يتحدث باسمه ولا أن يزايد عليه أو يمارس عليه وصاية· هذا ما نريد من مفكرينا وكتابنا أن يراهنوا عليه، لا أن يأتونا بخبر تغير رأي هذه العاصمة أو تلك من بلادنا· نريد من كتابنا الموضوعية لا المزاجية، والوطنية لا المواقف المناشيرية والإيديولوجية الشخصية العائمة·
علي هاشم - دمشق