Contemporary Southeast Asia الصين وموازين القوة الآسيوية
قضايا منطقة جنوب شرق آسيا عادة ما تكون المحور الرئيس لدورية Southeast Asia Contemporary التي تصدر ثلاث مرات سنوياً عن معهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة· أهم الموضوعات التي تصدرت العدد جاءت تحت عنوان: ''الأهمية المتواصلة لجعل منطقة جنوب شرق آسيا خالية من الأسلحة النووية''، وفيه لفت إم· سي· أباد الانتباه إلى أنه قبل عشر سنوات من الآن أعلنت عشر دول من جنوب شرق آسيا أن منطقتها خالية من الأسلحة النووية، وأنه في ظل المتغيرات التي طرأت على البيئة الاستراتيجية، لا يزال الغرض من تدشين هكذا منطقة أمراً ذا فاعلية· الكاتب يرى أن هذا الإعلان مهم من الناحية الاستراتيجية كونه يحمل رسالة سلام، ولأنه يساهم في الحد من انتشار الأسلحة النووية، ذلك لأنه يشكل في حد ذاته ضغطاً على البلدان التي تسعى إلى امتلاك سلاح نووي· ومن ناحية أخرى يعزز هذا الإعلان الثقة المتبادلة بين دول جنوب شرق آسيا خاصة ما يتعلق بصياغة أهداف أمنية مشتركة·
الكاتب يرى أن الإعلان يشكل في حد ذاته أداة مهمة لمكافحة الإرهاب، كونه يؤكد على ضرورة منع وصول المواد النووية والتقنيات التي يتم استخدامها لتصنيع أسلحة الدمار الشامل إلى الإرهابيين·
وتحت عنوان ''جنوب شرق آسيا والصين: توازن أم انحياز؟'' كتب ديني روي مقالاً رأى خلاله أن دول شرق آسيا تحاول تطبيق استراتيجيتين اثنتين هما: حماية نفسها من الهيمنة الصينية، وذلك من خلال الدخول في علاقات تعاون مع الولايات المتحدة، خاصة في المجالات الدفاعية، وهو ما نراه واضحاً في سنغافورة والفلبين وماليزيا وإندونيسيا، بينما نجد فيتنام ليس لها من خيار سوى التعاون مع الصين· الكاتب وهو أستاذ في قسم دراسات الأمن القومي بالكلية البحرية للدراسات العليا في ولاية كاليفورنيا، يرى أن الاستراتيجية الثانية التي تنتهجها دول جنوب شرق آسيا تتمثل في الانحياز إلى الصين خاصة في مجال التجارة، وذلك حتى تتفادى هذه الدول سيناريو عزل الصين وما قد ينجم عنه من تكلفة· ووفق هذا التصور يستنتج الكاتب أن دول المنطقة تتجه نحو التجارة مع الصين بغية الحفاظ على علاقات جيدة مع بكين، كون هذه الأخيرة هي الأكثر قوة في آسيا·
السياسة الدولية: العراق الجديد
اشتمل العدد الأخير من فصلية ''السياسة الدولية'' على ملف خاص عن ''العراق الجديد''، تعرض عبر مجموعة من الدراسات المطولة إلى التحديات التي تواجه مشروع بناء الدولة العراقية، والأجندات المتصارعة في هذا الصدد· وفي دراسة حول ''بناء الدولة الوطنية'' يناقش الدكتور محمد سعد أبو عامود عدداً من نماذج بناء الدولة الوطنية، ثم يتعرض للبدائل المحتملة في حالة العراق، وأولها تقسيم الدولة العراقية إلى ثلاث دويلات (كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وسنية في الوسط)، وثانيها قيام الدولة الفيدرالية العلمانية (وهو البديل الذي روجت له الولايات المتحدة في خطابها الرسمي لكنها عملت على نقيضه عملياً)، أما البديل الثالث فهو الدولة الإسلامية التي تقوم على مبدأ ولاية الفقيه، فيما يشير البديل الرابع إلى إمكانية وضع العراق تحت الوصاية الدولية باستصدار قرار أميركي في مجلس الأمن· بيد أن المؤلف يرجح إمكانية استمرار حالة الفوضى العراقية في الأمد المنظور، على ضوء نظرية ''الفوضى البناءة'' التي تروج لها الإدارة الأميركية في المنطقة·
وفي دراسة أخرى عن ''العراق في الاستراتيجية الأميركية··''، يتساءل صلاح النصراوي: لماذا يتعثر المشروع الأميركي في العراق، ويرى أن كسب الحرب عسكرياً لم يكن المشكلة الأكبر، وإنما تكمن أسباب الإخفاق في تلك النظرة الاستشراقية الاستعلائية التي تعامل بها صناع القرار ومهندسو الحرب الأميركيون مع العراق باعتباره مجرد مكان على خريطة الشرق الأوسط، بل جعلت السياسات الأميركية من العراق مجرد مختبر لتجريب المقترحات والاجتهادات المتباينة والمتنازعة التي تعبر عنها مراكز صنع القرار المختلفة داخل الإدارة الأميركية! وبناء عليه يشير الكاتب إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل المشروع الأميركي في العراق، أولها يفترض انهيار العملية السياسية الحالية وتطور الأمور باتجاه الحرب الأهلية، مما يحتم خروجاً أميركياً من العراق! بينما يفترض السيناريو الثاني استمرار الولايات المتحدة في دعمها للعملية السياسية بالوصول إلى ترضيات في الحدود الدنيا، وبالقدر الذي يتيح لها الادعاء بنجاح المهمة التي أخذت على عاتقها إنجازها، ومن ثم البدء بسحب قواتها أيضاً من العراق· أما السيناريو الثالث والأخير فيرجح نجاح العملية السياسية الجارية عبر مشروع حقيقي وواقعي يرسخ كياناً موحداً تعددياً وديمقراطياً، وذلك من خلال المساعدة الأميركية في التغلب على العقبات القائمة·
وعن ''المشروع الشيعي للدولة العراقية'' يعتبر الدكتور أكرم الحكيم أن ذلك المشروع يتكون من شقين: أولهما بناء دولة المواطنة، وثانيهما بناء نظم الحكم المستقل والمعتمد عل