تعقيباً على د. علي الشعيبي.. ليس هذا هو هدف الكوميديا
أتفق مع ما جاء في مقال الدكتور علي الشعيبي المعنون الكوميديا ''الساخرة والكوميديا الهابطة'' المنشور بصفحاتكم، الأربعاء الماضي، وخصوصا إشارته إلى أن الكوميديا الهابطة والكوميديين الهابطين الفاقدين للموهبة وثقلاء الدم احتلوا شاشات رمضان· ليس هذا فحسب بل إن هناك من تطلق عليهم صفة فنانين كوميديين وما هم كذلك، بيد أنهم يتوقفون عن النشاط الفني طوال العام ولا نراهم سوى في شهر رمضان· وهؤلاء الفنانون يقدمون لنا منذ عدة سنوات كوميديا ممجوجة تقوم على التقليد الرديء وعلى السخرية من خلق الله، دون أي مضمون أو هدف حقيقي· والمرء عندما يقارن بين هؤلاء الممثلين وبين ممثلي حقبة ستينيات القرن الماضي وسبعينياته يدرك مدى الفارق بين الأمس واليوم· كان هناك كوميديون أفذاذ يتمتعون بخفة دم طبيعية، وكان هناك كتاب تخصصوا في الكوميديا وهي فن صعب لا يملك أي أحد أن يكتب فيه، وكان هناك مخرجون ذوو تعليم قوي يراعون ضمائرهم ويسيطرون على أدواتهم الفنية، فكانت الأعمال تخرج قمة في الظرف و''خفة الدم'' وكانت حقا تثير الضحكات الصادقة وتغمر القلوب بالسرور والبهجة· والشيء الخطير بالنسبة للكوميديا الهابطة التي نراها على شاشات التلفزيون في رمضان أنها لا تكتفي بما هي عليه من ضحالة وتفاهة، ولكنها تختار أشخاصا يلبسون ملابس أو يتحدثون بلهجات تشي بالجنسيات التي ينتمون إليها ثم يقوم بطل تلك التمثيلية أو المواقف الكوميدية بالسخرية من تلك الشخصيات ومن دولها بأسلوب ممجوج يترك حزازات في نفوس أبناء تلك البلدان ممن يشاهدون الأعمال الكوميدية المذكورة، وليس هذا أبدا هو الهدف من الكوميديا·
عبد الخالق بسيوني- أبوظبي