رداً على عبدالله عبيد حسن.. العودة إلى الخلط والتهويل
في مقال عنوانه ''التجمع والعمل من الداخل'' (وجهات نظر، الخميس 13 أكتوبر 2005)، ربط الكاتب عبدالله عبيد حسن مناسبتين سودانيتين محاولا إقامة تطابق سياسي ورمزي بينهما! فبمناسبة اجتماع هيئة قيادة ''التجمع الوطني الديمقراطي السوداني'' المعارض في العاصمة الأرترية أسمرا يوم الحادي والعشرين من أكتوبر الجاري، طالب عبدالله عبيد حسن المجتمعين باستعادة أهداف ثورة 1964 التي وقعت في نفس اليوم والتي ''شكل اندلاعها مرحلة جديدة في تاريخ السودان ما تزال آثارها باقية معنا حتى الآن، وما تزال بعض أهدافها وشعاراتها تتردد في حياتنا السياسية وتراود أحلام العديدين منا''!
لكن السؤال الذي ينبغي طرحه هو: أين ''التجمع'' من ثورة أكتوبر وأهدافها وإنجازاتها؟ وهل ما ينسبه الكاتب، بمبالغة تجاوزت حد الاعتدال، إلى تلك الانتفاضة تتسع له أصلا؟
لعل الأمر لا يعدو كونه أحد الأساليب الدوغمائية لبقايا المعارضة السودانية السابقة التي تفرقت شيعا وأحزابا وتشتت شملها وذهب كل منها إلى حال سبيله الآن، بينما بقي الشيوعيون متشبثين بالهياكل العظمية لما كان يعرف يوما باسم ''التجمع''· بل الحقيقة أن الأمر ليس أكثر من محاولة لاختلاق الرموز الوهمية والاحتماء بها من حالة الانكشاف التي نجمت عن تفكك ''التجمع'' بعدما أصبح الآن في خبر كان، ليظل بعض ''المخرفين السياسيين'' يتحدثون عن مؤتمرات تعقد في أسمرا وعن العمل من الداخل! لا فرق بين وجود هؤلاء الذين تاجروا باسم المواقف المعارضة طوال 15 عاماً، في الخرطوم أو في أسمرا! لكنهم الآن يعودون إلى سيرتهم المفضلة في ممارسة خلط الأوراق والتهويل المفتعل حول قضايا فرعية وثانوية تماما!
محمد الحسن عمر- الخرطوم