أعتقد أن هناك نوعاً من المبالغة فيما يتعلق بالأنباء التي تذاع عن مرض أنفلونزا الطيور، كما أظن أن تلك المبالغة ربما تدفع الناس إلى حالة من الفزع الجماعي الذي قد لا يكون له ما يبرره في الحقيقة· وعلى الرغم من أن الحذر واجب وأن الوقاية خير من العلاج، وأن قصدي مما سأقوله تالياً ليس الدعوة إلى التكاسل وعدم الحذر··· إلا أن المبالغة في الخوف أو المبالغة في رد الفعل هي الأخرى قد تترتب عليها أفدح الأضرار في بعض الحالات· وحالتنا هذه تعتبر نموذجاً لذلك فقد سمعت أن بعض الناس قد توقفوا عن شراء الدجاج بل وكافة أنواع الطيور على الرغم من أن السلطات الصحية لم تقم بإذاعة تحذيرات تدعو الناس إلى ذلك ولاشك أن ذلك سوف يمثل خسارة ضخمة لشركات الدواجن وغيرها من الشركات المرتبطة بهذه الصناعة· وقد يتضح بعد فترة أن المخاوف التي تم نشرها لم يكن لها ما يبررها وأن عدد الحالات المصابة بالمرض لم يكن كبيراً بالدرجة التي تبرر هذا الفزع· علاوة على ذلك فإن فيروس المرض كما قرأت لم يقم بتطوير نفسه بحيث يمكنه أن ينتقل من شخص مريض إلى شخص سليم وهو ما يؤدي في النهاية إلى انتشار وبائي للمرض· قد يتضح في النهاية أن الأمر كله كان مبالغاً فيه ولكن بعد أن تكون الكثير من القطاعات في المجتمع قد خسرت خسائر كبيرة· والرابح الوحيد في رأيي في مثل هذه الحالات هي شركات تصنيع الأمصال وشركات الدواء فمثل هذه الشركات لا تخسر أبداً· وقد قرأت ذات مرة أن هذه الشركات تقوم أحياناً بنشر أخبار كاذبة عن انتشار مرض معين في منطقة معينة حتى تصيب الناس بحالة من الفزع، وتدفعهم إلى شراء الأدوية والعقاقير، بينما تقوم هي بمراكمة ملايين بل مليارات الدولارات في المصارف عن طريق تسويق القلق والخوف·
موفق ريحان- الأردن