رداً على د· علي الشعيبي ليس كل ما يعرض سيئاً
أثار الكاتب د· علي الشعيبي في مقاله المنشور على صفحات وجهات نظر موضوع تدني مستوى الأعمال الكوميدية على شاشات الفضائيات، خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل· وإذ أتفق مع د· الشعيبي في انتقاده لما وصلت إليه بعض القنوات العربية من إسفاف في برامجها يصل أحيانا حد الخروج على قواعد الحياء والحشمة، حيث لا تتورع بعض القنوات الغنائية عن عرض أغانٍ مصورة تظهر فيها الأجساد عارية، وتخرج الكلمات المبتذلة المنافية لكل ذوق رفيع، غير أني أعتقد في المقابل أنه قسا على الفضائيات عندما تطرق إلى الأعمال الدرامية التي تعرض خلال رمضان· فالمعروف أن نسبة مشاهدة التلفزيون ترتفع خلال هذا الشهر أكثر من غيرها، حيث يجتمع أفراد الأسرة أمام شاشة التلفزيون حول مائدة الإفطار· لذا تتبارى الفضائيات لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين عن طريق تقديم مسلسلات تتنوع مواضيعها بين الكوميدي والدرامي· وأعتقد أنه حان الوقت للتعامل مع منتوجنا التلفزيوني بإيجابية أكبر تشجع القائمين على إنتاج الأعمال الدرامية على مضاعفة جهدهم لتقديم منتوج جيد للمشاهد· كما لا يجوز أن ننسى الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك المسلسلات في تشكيل الوعي وتحسيس الناس ببعض القضايا المطروحة في الساحة· وقد قرأت مؤخرا عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به التلفزيون في مناهضة الإرهاب عن طريق تقديم مسلسلات تفضح أيديولوجيته وتحذر من عواقبه الوخيمة· وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى مسلسل ''الحور العين'' الذي يعرض في هذا الشهر وما يقوم به من تشريح لدوافع الإرهاب ومحاولة لفهم طرق تشكله· إن إشراك التلفزيون ببرامجه ومسلسلاته في القضايا الدولية الشائكة كالإرهاب يفند المزاعم التي تسعى إلى إظهار ما يعرض على شاشة الفضائيات وكأنه شر مطلق· ولئن كانت بعض القنوات تسقط فعلا في إسفاف واضح يخل بالقواعد المهنية للعمل التلفزيوني، ويقدم مادة لا تحترم عقول المشاهدين، فإن هناك أيضا العديد من الأعمال الدرامية ذات الجودة العالية والقيمة الرفيعة يجب ألا نبخسها حقها·
مؤيد علي - دبي