رداً على د· عبدالله المدني
دافع الدكتور عبدالله المدني في مقاله ''الأحمديون ··· من التضييق في باكستان إلى المطاردة في اندونيسيا''، عن الطائفة الأحمدية التي ينتشر ممثلوها في كل من الهند وباكستان وإندونيسيا، وقد أعطى الكاتب نبذة وجيزة ومفيدة حول تاريخ الطائفة وتفرعاتها ونهجها العقائدي· لكنه اهتم بالتشديد على مسألتين؛ أولاهما كون الطائفة تنتمي إلى الإسلام ديناً وعقيدة، منتقدا أقوال بعض العلماء الباكستانيين والاندونيسيين الذين أخرجوا الأحمديين من دائرة الملة وكفروهم بفتاوى وأحكام منشورة· أما المسألة الثانية فكونها أقلية تتعرض لاضطهاد بشع وسط أغلبية مسلمة سنية لم ترع فيهم مبادئ المعايشة!
وإذا كانت المسألة الأولى تقع خارج اختصاص الكاتب، باعتبارها شأنا دينيا بحتا لا يخضع لكثير من ''الاجتهاد التأملي''، أو الميول الشخصية التي سيطرت على المقال واستخلاصاته منذ البداية! فإن المسألة الثانية أوقعت الكاتب في كثير من المبالغة والتهويل والتشنيع، جعلاه يصور الأغلبية الإسلامية في البلدان المذكورة كما لو أنها قطيع هائل من الوحوش المفترسة! والحقيقة أن تعايش الطوائف الدينية والاجتماعية يقتضي التفاعل والاحتكاك وتنمية حساسيات ونعرات كريهة على جهتي خط التباين، وهذا ما يحدث في سائر بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة ودول أوروبا التي بلغت شأوا متقدما في التطور الديمقراطي· لكن الكاتب لم يشأ أن يأخذ في الاعتبار تلك الحقيقة الأولية، بل راح يراكم كل المسؤوليات والنعوت السلبية على عاتق الأغلبية المسلمة، فيما صور الأحمديين وكأنهم طائفة من ''الملائكة'' بلا عيوب ولا أخطاء!
فهل من الموضوعية والروح العلمية أن يمارس ''باحث ومحاضر أكاديمي'' خلطا كبيرا، ويقع في انحياز واضح ومخل لكنه لا يضر المسلمين شيئا ولا ينفع الطائفة الأحمدية شيئا آخر؟
علي وضاح- عمّان