تعقيباً على ويليام فاف
تطرق الكاتب ويليام فاف في مقاله ''مطاردة الأشباح ليست حرباً'' المنشور على صفحات وجهات نظر يوم الإثنين الماضي إلى مسألة الحرب على الإرهاب التي تشنها الولايات المتحدة محاولا تفكيك هذه المقولة وإظهار خطئها· ويبدأ الكاتب بالإشارة إلى أنه لا يمكن أن توجد هناك حرب على الإرهاب، لأن الإرهاب فكرة مجردة، وتصور غير حسي لا يمكن أبدا الدخول في حرب معه، اللهم إلا إذا كان المقصود حربا فكرية تقارع فيها الحجة بالحجة، ويتم دحض الأيديولوجيا المنتجة للإرهاب· لكن واقع الحال كما يؤكد ذلك الكاتب يحيلنا إلى مجموعات بشرية تلتف حول فكر ديني متطرف وتستهدف الغرب· وبالرغم من القدرات التنظيمية التي أظهرتها، ونجاحها في كيل ضربات موجعة أحيانا إلى الغرب مثل هجمات 11 سبتمبر، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى الجيش النظامي الذي يمكن مواجهته في ساحة الحرب· ولعل ذلك ما يصعب أكثر من مهمة الجيش الأميركي الذي لم يهيأ لخوض حروب مع أشباح لا تظهر إلا لتعاود الاختفاء من جديد· فالقوات الأميركية مدربة لشن حروب تقليدية تستعمل فيها التكنولوجيا المتطورة لضرب عدو ملموس، وأهداف محددة· أما في حالة الإرهابيين فإنهم غالبا ما يذوبون بين الجموع محتفظين بمخططاتهم طي الكتمان· وعندما يتلقون الأوامر من زعمائهم يطفون إلى السطح دون ضجة مما يصعب من ضربهم· وقد طرح الكاتب تصورا مغايرا لمحاربة الإرهاب، أو بالأحرى الإرهابيين عن طريق الاعتماد على أجهزة شرطة فعالة، فضلا عن مصالح الاستخبارات بهدف جمع المعلومات وتعقب العناصر الإرهابية· فالحرب ضد الإرهاب هي في النهاية حرب ضد أشخاص لا تخاض من قبل الجيش، بل يتولى غمارها رجال الشرطة· والأكثر من ذلك أن الجيش الأميركي يواجه أفراده خطرا حقيقيا، إذا ما هم استمروا في شن حرب نظامية على مجموعات متفرقة في أمكنة متعددة، لأن ذلك سيؤدي إلى إضعافهم، وربما يعجل بهزيمتهم·
فؤاد بن حدو- المغرب