ردا على خالد الحروب
إذا أردت أن أكون صادقا مع ذاتي ومعكم، أقول إنني لم أفهم ما الذي أراد خالد لحروب أن يقوله في مقاله ليوم أمس الاثنين ''خطاب النهضة: اعتقال الحاضر والمصادرة على المستقبل!'' وبوصفي قارئا لبعض الكتابات العربية التي اهتمت منذ عدة أعوام بإنجاز تحليل سوسيولوجي وإبستمولوجي لخطاب النهضة العربية، فقد لاحظت أطياف تقليد واضح لتلك الكتابات في مقال الحروب، وإن كان تقليدا غير موفق، فيما يبدو لي، حيث اكتفى بنقل المفاهيم وبعض الاصطلاحات والتعابير الأكاديمية، وكأنها هدف بذاتها، ليعيد استخدامها وكأنها اكتشاف مبدع ومبهر وغير ومسبوق، ومن ثم كتب مقالا مليئا بالكلمات لكنه خال من الأفكار!
وأريد أن أفهم من كاتبنا الكبير خالد الحروب ما معنى بعض مقاصد الفقرة التالية التي انتهى بها مقاله: ''ورغم كل الغزل في النهضة الذي يتبدى في خطابات المثقفين العرب المعاصرين، وتأكيدهم على شمولية هذه النهضة ''القادمة''، وتثويرها للمجتمعات والثقافات وتطويرها للمجتمعات، فإن في تلك الخطابات تقبع أيديولوجيا الإقصاء بشكل مخيف· ويتوقف زيادة بتوسع عند تحليل النبرة الإقصائية، حتى لا نقول الاستئصالية، عند الكثيرين من حملة ودعاة خطاب النهضة''!
وإذ لم أفهم أي شيء مما ورد في هذه الفقرة، وفي بعض فقرات باقي المقال الأخرى أيضا، أقترح على الحروب أن ينشر، وذلك لفائدتنا نحن قرائه، مقالا آخر يجيب فيه على ثلاثة تساؤلات: كيف للنهضة وخطابها أن يعتقلا الحاضر؟ وما هو الفكر الذي شهدته مرحلة ما بعد النهضة والذي يشيد به الحروب؟ وكيف حلل فكر النهضة حتى رآه عقيما وماضويا واستئصاليا؟
عز الدين محمد- رام الله