تعقيباً على جيفري كمب
في المقال المنشور على صفحات وجهات نظر يوم أمس وعوانه ''هل يفقد بوش دعم المحافظين؟''، للكاتب الأميركي جيفري كمب يتصدى الكاتب للجدل الدائر في أميركا حاليا على خلفية إقدام الرئيس بوش على تعيين محامية البيت الأبيض السيدة هارييت مييرز في المحكمة العليا، وهي أكبر هيئة قضائية في الولايات المتحدة تتولى النظر في النزاعات الدستورية وتفسير القوانين· ويبدو أن ترشيحات الرئيس بوش غير موفقة بالنظر إلى المعارضة الشديدة التي تخلفها لدى الأوساط السياسية· فابتداء من جون بولتون مرشح بوش كسفير لواشنطن لدى الأمم المتحدة وما أثاره من تحفظ دولي لما عرف عن الرجل من غلظة في التعامل، وعدم احترامه لقواعد اللياقة، إلى السيدة هارييت مييرز التي تواجه هي الأخرى معارضة الجناح اليميني من الحزب الجمهوري الذي بات متخوفا من فقدانه لسيطرته الأيديولوجية، خصوصا فيما يتعلق ببعض القضايا الاجتماعية كالإجهاض وزواج المثليين وغيرها من الأمور التي يتبنى فيها المحافظون خطا واضحا يهاجمون فيه الليبرالية الاجتماعية· ورغم أن المرشحة الجديدة تنتمي إلى الحزب الجمهوري ومحسوبة على المحافظين، إلا أن العديد من الشخصيات السياسية في ذلك الحزب تعتبرها غير قادرة على شغل المنصب الحساس في المحكمة العليا، وأنها تفتقر إلى الكفاءة التي تمكنها من الأداء الجيد· واللافت فعلا أن تأتي المعارضة من القاعدة الانتخابية للرئيس بوش، حيث من المعروف أن له شعبية كبيرة لدى المحافظين، وخصوصا أنه لا يكف عن إعلان تدينه بمناسبة وبدون مناسبة· ويدل تحفظ المحافظين على مرشحة بوش على مدى الجفاء الذي بات يلاقيه الرئيس داخل حزبه، لا سيما في ظل الأوضاع المتردية في العراق، ومصاعب إعادة إعمار المناطق المنكوبة في السواحل الجنوبية الشرقية التي ضربها إعصارا كاترينا وريتا· فبعدما كان بوش يسعى إلى تجنب الدخول في صراع مع الديمقراطيين حول القضايا السياسية للبلاد، وجد نفسه في معركة غير متوقعة مع أعضاء حزبه من المحافظين المتشددين·
عمار علي- دبي