ملامح الصحافة الأميركية
* تعهدات متبادلة مع تركيا : هكذا عنونت صحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' افتتاحيتها المنشورة في عددها الصادر الخميس الماضي، والتي تناولت موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت فيها إنه على الرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وعلى الرغم من أنها كانت بمثابة العضو المنتسب للاتحاد الأوروبي على مدار الأربعين عاماً الماضية، إلا أن فكرة انضمامها الكامل لذلك الاتحاد، تقلق الكثير من الدول الأوروبية وخصوصا تلك التي تقيم فيها جاليات إسلامية كبيرة· ودعت الصحيفة إلى التركيز في المفاوضات التي ستجرى بين تركيا والاتحاد الأوروبي بخصوص انضمام أنقرة لعضوية الاتحاد، على موضوع التعهدات المتبادلة أي أن يقوم الاتحاد الأوروبي بالتعهد بضم تركيا إذا ما تعهدت بتنفيذ إصلاحات في 35 مجالا مختلفاً· أما التعهدات التي يجب أن يلتزم بها الاتحاد نحو تركيا فأبرزها أن يقوم بإدخال إصلاحات على نظامه البيروقراطي، بغرض تسهيل إجراءات ضم الأعضاء الجدد، وأن يعمل مسؤولوه على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالإدماج الكامل لعدد يتراوح ما بين 14 إلى 18 مليون مسلم يقيمون في مختلف دول القارة، بصرف النظر عن انضمام تركيا أو عدم انضمامها للاتحاد·
ü لا بصمات للقاعدة في تفجيرات بالي : كتب ''رايموند بونر'' تقريرا خبريا من العاصمة الإندونيسية جاكرتا في عدد نيويورك تايمز الصادر يوم الجمعة الماضي عن تفجيرات بالي· وجاء في التقرير أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجماعة التي قامت بتنفيذ تلك التفجيرات تبدو جماعة صغيرة، ليس لها أي سجل إجرامي سابق، أو ما يثبت وجود صلة بينها وبين منظمات كبيرة مثل القاعدة· وقال المسؤول الاندونيسي الذي أدلى بهذا التصريح، إن منفذي التفجير هم مجموعة من الأفراد الذين يعتنقون الفكر الجهادي، والذين لم يسبق لهم التورط من قبل في القيام بأعمال إرهابية، كما أكد عضو سابق في ''الجماعة الإسلامية'' كانت الاستخبارات الإندونيسية قد تمكنت من تجنيده أنه لا يعرف أي شخص من الأشخاص الذين ظهرت رؤوسهم المقطوعة في الصحف وعلى شاشات التلفزيون· بيد أن الجديد في هذه العملية كما يقول أحد خبراء الإرهاب الغربيين أن الطريقة التي حدثت بها التفجيرات غير مألوفة بالنسبة للجماعات الإسلامية في إندونيسيا· فهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها أشخاص من خارج منطقة الشرق الأوسط الكبير بالدخول إلى مطعم معروف والقيام بتفجير أنفسهم ·
ü تحسين صورة أميركا على الرغم من الاستهجان : هكذا عنون ''ماكس بوت'' مقاله المنشور في عدد صحيفة ''لوس أنجلوس تايمز'' الصادر يوم الأربعاء الماضي، والذي يبدي فيه رأيه بشأن الرحلة التي قامت بها كارين هيوز وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الدبلوماسية العامة إلى الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، والتي تعرضت فيها إلى بعض المواقف المحرجة التي وصلت أحياناً إلى حد الاستهجان العلني للسياسات الأميركية في المنطقة· يقول ''بوت'' إنه على الرغم من أن ''كارين هيوز'' قد حاولت التقرب مع محاوريها من خلال تقديم نفسها على أنها أم أميركية عاملة، قبل أن تكون وكيلة للخارجية الأميركية إلا أنها عجزت عن التأثير في سامعيها· ففي لقاء في جامعة القاهرة خرجت طالبة بعد الاجتماع لتقول لمراسلة ''كريستيان ساينس مونيتور'' إنها لم تقتنع بالإجابات التي قدمتها هيوز على الأسئلة المقدمة لها·· وفي المملكة العربية السعودية ردت عليها النساء السعوديات بالقول إنهن سعيدات بحياتهن، ولا يعانين من الاضطهاد كما تدعي وسائل الإعلام الأميركية، وإنهن لا يردن قيادة السيارات لأنه لديهن سائقين· وفي تركيا تعرضت هيوز إلى أسئلة محرجة من بعض منتقدي السياسة الأميركية هناك الذين قالوا لها صراحة إنه من المستحيل تصدير الديمقراطية إلى المنطقة، أو فرضها عليها من الخارج· ويقول الكاتب في ختام مقاله إن مثل تلك المحصلة غير المشجعة للزيارة يجب ألا تفت في همة هيوز، لأن ما تفعله هو الشيء الصحيح خصوصا بعد أن ظلت اتصالات أميركا مع الحكومات والشعوب الأجنبية تتم عن طريق وزراء الخارجية فقط لفترة طويلة من الزمان·
ü أوقفوا الانتهاكات : كان هذا هو عنوان افتتاحية واشنطن بوست المنشورة يوم الجمعة الماضي، والتي أشارت فيها إلى الإجراء الأخير الذي اتخذه مجلس الشيوخ الأميركي، لإيقاف التصرفات التي ألحقت أفدح الأضرار بسمعة أميركا في إطار الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب وذلك من خلال الموافقة على تعديل مشروع قانون المخصصات الدفاعية المقدم من السيناتور جون ماكين الممثل لولاية أريزونا بأغلبية ساحقة بلغت 90 صوتاً مقابل 9 أصوات منهياً، بذلك أربع سنوات من عدم اليقين بخصوص معاملة الجيش الأميركي للمعتقلين· وهذا التعديل سيؤدي إلى إغلاق الثغرات القانونية التي تعمد المحامون العاملون في خدمة الإدارة الأميركية تركها كي تنفذ منها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، للالتفاف على بنود معاهدة منع التعذيب التي قامت الولايات المتحدة بالمص