ردا على ويليام رو... الشعب العراقي ليس غبيا
اهتم وليام رو في مقاله ''هل يغير بوش سياسته في العراق'' (وجهات نظر، الجمعة 7 أكتوبر 2005) بحشد أكبر عدد ممكن من دلائل الوضع الأميركي الداخلي واتجاهات الرأي العام هناك، وكذلك بعض المؤشرات المتعلقة بالوضع الميداني في العراق، ليصل إلى الاستنتاج بأنه لم يعد من مفر أمام الرئيس جورج بوش سوى أن يغير جذريا سياسته في العراق! والتغيير هنا، فيما يفهم قارئ المقال، يعني أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق وتنهي أي وجود عسكري لها هناك! لكن ما يدعو إلى التفاؤل هو أن بوش لا يفكر على هذه الشاكلة، كما أن الأمور لن تجري أبدا وفق السيناريو المتشائم والسوداوي الذي يطرحه رو في مقاله·
ولست أدري من أين جاء الكاتب، وهو يتحدث عن القوات الدولية في العراق، بقوله ''إن الشعب العراقي لا يرغب في أي نوع من الاحتلال الأجنبي''، خاصة أنه لم تجر أي استطلاعات للرأي في العراق حول هذه المسألة، كما أن العراقيين لم يشتهروا يوما بالغباء حتى يفترض ويليام رو بأنهم يحبذون خطوة حمقاء وقاتلة كسحب القوات الدولية من البلاد في هذا الوقت الحرج من أوقات المواجهة مع الإرهاب الظلامي!
ولعل الكاتب لم يطلع على مواقف القوى السياسية العراقية الكبرى والتي رفضت علنا المطالبة بانسحاب أميركي في المرحلة الحالية، على اعتبار أن ذلك سيكون مباشرة لمصلحة الإرهاب الذي سيبدو كما لو كان منتصرا في هذه الحالة·
وفوق هذا وذاك فإن ملايين العراقيين العاديين الذين خرجوا في مسيرات للتنديد بالإجرام الإرهابي، لا يمكن أن يطالبوا بخطوة تمنح الإرهاب منفذا للتمترس والتخندق مرة أخرى في العراق·
إياد عبد الحسين- بغداد