ردا على يوسف ابراهيم... هدم غير منهجي
للأسف الشديد خلا مقال يوسف إبراهيم ''وصفة للاستقرار: الدين لله والوطن للجميع'' من أي دقة أو تمحيص منهجي، وامتلأ بخلط للموضوعات والحقائق والترهات وحمل ظلال الذات الخاصة للكاتب وخلفياتها!
فقد اعتبر أن بقاء علاقة التحالف بين الدولة والمسجد في عالمنا العربي والإسلامي، هو السبب في الفتن والحروب القائمة بين السنة والشيعة وبين الأكراد والعرب، مع أن السبب الحقيقي لتلك الصراعات يعود في أغلب حالاته إلى عقم السياسات الرسمية وفساد العديد من الأنظمة الحاكمة، ما أدى إلى حالة من التفاوت والاحتقان الاجتماعي، والى الفشل الذريع في تحقيق اندماج وطني يكرس فكرة الدولة ومفهوم الصالح العام ويرسخهما· أما حالات الاحتكاك التي يشير إليها الكاتب بين العرب والأكراد (في العراق خاصة)، فلم أفهم أساسها الديني ما دام الطرفان معا ينتميان إلى الإسلام، وفي ذلك خلط واضح بين النزعات العرقية وبين الدين الذي ينبذها ويحمي المجتمع منها·
وفيما يخص مقولة ''الدين لله والوطن للجميع''، فأنا شخصيا لم أفهم ماذا يقصده الكاتب منها؛ أليس دين الله للجميع أيضا؟ والوطن، ألم يكن هو أيضا، وسائر المخلوقات، لله جل جلاله؟!
كذلك لم يحدد الكاتب أي دين يقصد في مقاله، فإذا كان يشير إلى الإسلام الذي انتظمت في شريعته كل مناشط الحياة الإنسانية، فالفصل بين الديني والمدني هنا متعذر عمليا ومنهجيا، أما إن كان يقصد دينا غيره فقد تعمد التعميم إذن حتى يزيد في الخلط!
ولم يكتف الكاتب بما سبق من تهويمات، ولكنه نفى أي أساس ثقافي أو موضوعي لروابط العروبة والإسلام، متعللا بحجج أقل ما يقال فيها إنها واهية!
وبعد فلمصلحة من هذا ''الهدم'' (غير المنهجي) في أسس وجودنا ومقوماته؟
عيسى محلاوي- القاهرة