تعقيبا على يوسف إبراهيم
في مقاله المنشور على صفحات وجهات نظر تطرق الكاتب يوسف إبراهيم إلى موضوع مهم يتسبب في إلحاق الكثير من الضرر للجسم العربي لما يحدثه من فرقة بين أبناء البلد الواحد والصراعات التي يسهم في إذكائها· وبالطبع يتكلم يوسف إبراهيم عن آفة الصراع الطائفي الذي بات ملمحاً مميزاً في هذا الزمن العربي الرديء· فها هو العراق يشهد بوادر اقتتال طائفي طاحن بين مكونات الشعب العراقي· ورغم أن الصراع يبدو مفهوماً من خلال الخلاف التاريخي الذي يفرق بين الشيعة والسنة، إلا أن المتمعن في الأمر يكتشف أن الصراع مصطنع ولا يعبر عن الواقع المعيش في العراق· فطيلة السنوات والعقود السابقة عاش الشيعة والسنة في وئام تام لا شيء يعكر صفو العلاقات بينهم، بل قد تطورت العلاقات بسبب الزيجات المختلطة والأصول القبلية الواحدة· وحتى في عهد صدام حسين تساوت الطائفتان في التعرض للقمع والتنكيل، حيث لم يستثنِ النظام البائد طائفة بعينها· لذا فإن ما نشهده من عنف طائفي يهدد بتمزيق العراق لا يفهم سوى من خلال السياق الحالي للاحتلال الذي ساهم بشكل مباشر في إذكاء النعرات الطائفية حتى يتسنى له معها بسط سيطرته على العراق· ولا شك في أن الاحتلال ارتكب خطأ كبيراً سيجر الوبال عليه، إذ لم يكن يعتقد الاحتلال وهو يقوي طائفة على حساب أخرى سعياً منه إلى ضرب مكونات الشعب العراقي بعضها ببعض أن ينقلب السحر على الساحر، حيث سيكون الرابح الأكبر قوى خارجية تناصب أميركا العداء السافر· وإذا كان غياب الديمقراطية والعدل يؤدي إلى ازدياد المظالم واحتقان المشاعر الطائفية التي يمكن أن تنفجر في أية لحظة، إلا أنه في نفس الوقت لا يمكن إغفال الدور المهم الذي يلعبه الاحتلال في إشاعة الفوضى التي تقود إلى سيادة منطق القوة وتصفية الحسابات في ظل غياب القانون وضعف الدولة·
مسعود رجب - القاهرة