كشف التجاذب الكلامي بين السودان والاتحاد الإفريقي مرة أخرى عن خلفيات الدور الذي تلعبه قوات حفظ السلام الأفريقية في إقليم دارفور· ففي الأسبوع الماضي نشرت تلك القوات تقريرا ادعت فيه أن القوات الحكومية السودانية شنت هجوما بالطيران الحربي ضد مواقع لتجمع النازحين من سكان الإقليم، مما اضطرهم إلى مغادرة مخيماتهم باتجاه الحدود التشادية· ورغم أن القوات الأفريقية عادت ونفت ضمنا ما ورد في ذلك التقرير، إذ أكدت أنه لا وجود لطائرات حربية في المناطق المذكورة أو في تخومها القريبة، فإن دوائر أميركية حاولت أن تستغل ذلك الحدث- الشائعة إلى أبعد حد لتصعيد الموقف ضد الخرطوم ونظامها الذي طالما طاردته باتهامات بعضها عارٍ من الصحة·
ولعل أطرف ما في تلك التطورات أن قوات حفظ السلام الأفريقية التي عادت لتبرئ القوات الحكومية السودانية من أي هجمات ضد النازحين، وجهت أصابع الاتهام واضحة إلى فصائل المتمردين بالمسؤولية عن الهجمات التي طالت المدنيين الأبرياء·
ولعل ذلك الحدث قد يثير مرة أخرى شكوكا حول دور القوات الأفريقية وعلاقاتها خارج المنتظم الأفريقي، وربما يظهر كذلك جانبا من الوجه الحقيقي لحركات التمرد ومراميها البعيدة وارتباطاتها الخارجية وما ينتج عنها من افتراضات وتسريبات مغرضة·
عوض محمد الحسن- القاهرة