هذه هي أبرز العناوين والقضايا التي لامستها الصحافة العالمية الصادرة في النصف الثاني من الأسبوع المنصرم· فعن السياسات الروسية نطالع صعوبات انتقال السلطة في موسكو، وفي العراق نقف على تحليل جديد لطبيعة المأزق والورطة الأميركية، بينما نقرأ عن باريس غضبة واحتجاج شوارعها على سياسات الخصخصة وسهولة فصل العاملين· وأخيراً نقف على أخبار غير سارة، ربما تعصف بأحلام المتطلعين إلى الهجرة إلى أرض الأحلام الأسترالية·
الغزو أساس المعضلة العراقية: تحت هذا العنوان جاءت افتتاحية صحيفة ''إيشيان إيج'' الصادرة يوم أمس السادس من أكتوبر الجاري، في إطار تحليلها لمجريات الأحداث الراهنة وآفاق الخروج من المأزق العراقي، ودوامة العنف الجارية هناك· وقالت الصحيفة إن المعضلة الأميركية الرئيسية في العراق، تكمن في الإصرار على مواصلة مغامرة سياسية عسكرية، تكشف أنها عبثية وعديمة المعنى بالنسبة للكثيرين الآن· وضمن ذلك فقد تحقق ذلك الربط الواهم الذي أقيم بين العراق والحرب المعلنة من قبل الرئيس بوش على الإرهاب، إلا أن هذا التحقق جاء مفعماً برغبة الانتقام من أميركا، من قبل الجماعات المتمردة في العراق، بسبب الغزو العسكري الأميركي· ولذلك فقد تحول الغزو إلى مشكلة بحد ذاته، بدلاً من أن يكون حلاً، كما تقول الصحيفة· وذهبت''إيشيان إيج'' إلى القول إن الدوافع وراء الغزو الأميركي للعراق، كانت متعددة، على الرغم من أن أبرزها، رغبة وحماس المحافظين الجدد وصقور واشنطن، في إعادة تشكيل منطقة غربي آسيا، بما يتفق وأهدافهم ورؤاهم· وهناك سبب آخر يتمثل في الإغراء الاقتصادي الكبير الذي ترمز إليه موارد النفط العراقي، إضافة إلى ما يقدمه من حلول سحرية لمشكلات الطاقة الأميركية· إلى ذلك ساقت الصحيفة دافعاً ثالثاً للغزو، لخصته في رغبة المحافظين الجدد في استئصال عدو لدود هو صدام حسين ونظامه· ولا تكتفي ''إيشيان إيج'' بإلقاء اللوم على إدارة بوش وحدها، وإنما تلقيه أيضاً على الرئيس بوش شخصياً، واصفة إياه بأنه أخطأ قراءة الواقع السياسي العراقي في مرحلة ما بعد الحرب، وفات عليه أن يحسب قوة المشاعر الوطنية بين العراقيين، إلى جانب خطئه في قراءة دوافع السنة، التي تجعلهم يواصلون القتال بلا هوادة من أجل إحباط المشروع الأميركي في العراق·
مصاعب الهجرة إلى أستراليا: نشرت صحيفة ''سيدني مورنينج هيرالد'' في عددها ليوم أمس الخميس، مقالاً تحليلياً تناولت فيه المصاعب والقيود المتوقع فرضها على تدفق الهجرة إلى أستراليا، إثر إجازة قانون جديد، يخول بموجبه ''مجلس الشيوخ'' الأسترالي، المحاكم حق التصرف في المرافعات القانونية المقدمة باسم طالبي الهجرة، إلى جانب فرض مسؤولية شخصية على المحامين الذين يقومون بتلك المرافعات، نيابة عن طالبي الهجرة· فما الذي تعنيه هذه التشريعات الجديدة، وكيف تنعكس على مستقبل الهجرة إلى أستراليا؟ على هذين السؤالين تجيب الصحيفة بالقول، إن الالتزامات المالية الضخمة التي ستقع على عاتق المحامين -وهي مسؤوليات تصل عقوبتها إلى بضع مئات أو آلاف الدولارات- سوف ترغم غالبية المحامين الأستراليين، على ترك طالبي الهجرة دون من يتولى تمثيلهم أمام المحاكم والمؤسسات القضائية، ومن ثم تحرمهم حق التمثيل القانوني· وكما تقول الصحيفة، فإن خطة كاملة تمضي قدماً باتجاه الحد من الحقوق القانونية، التي ظل يتمتع بها طالبو الهجرة إلى أستراليا· وتختتم الصحيفة بالقول إن التغييرات الجارية الآن، التي تشهدها ''وزارة الهجرة'' الأسترالية، ربما كانت تعبيراً عن ذلك الوعد الذي قطعه أندرو ميتكالف على نفسه، لدى توليه مقاليد الوزارة، خلفاً لسابقه بيل فارمرز، بـ''هز الثقافة'' الراسخة في الوزارة المعنية''·
غضب في شوارع باريس: ذلك هو ما علقت عليه صحيفة ''إنترناشيونال هيرالد تريبيون'' في افتتاحيتها المخصصة لتحليل أسباب ودوافع مظاهرات الاحتجاج العارمة، التي شهدتها شوارع العاصمة الفرنسية باريس وغيرها من المدن يوم الثلاثاء الماضي الرابع من أكتوبر الجاري· يذكر أن حملة الاحتجاجات هذه، بلغت في مجموعها 150 موكباً ومظاهرة شعبية، معادية للحكومة، بسبب إعلانها عن سياسات الخصخصة، وسن تشريعات تجعل من السهل فصل العاملين والموظفين في الشركات والمؤسسات الصغيرة، إلى جانب الاحتجاج على ركود وتدني مستوى الأجور· ووفقاً لمسوحات واستطلاعات الرأي التي أجريت، فإن ثلاثة أرباع المجتمع الفرنسي، تؤيد تلك المواكب والمظاهرات التي نظمتها نقابات واتحادات العاملين، بالتنسيق والتضامن مع الأحزاب السياسية اليسارية· وليس أدل على سعة القاعدة الشعبية الواسعة التي استندت عليها الحملة، من تصريح دو فليبان رئيس الوزراء الفرنسي، أمام البرلمان، بقوله ''لقد وصلتني الرسالة من الشارع مباشرة''· واستطرد دو فليبان قائلاً: إننا نود الاستجابة لمطالبهم وتطلعاتهم، وها نحن نعمل ونكافح من أجل تلبية هذه المطالب والتطلعات·
موسكو والخلود السياسي: لقد ظلت عملية نقل السلطة، من أبرز المعضلات التي ت