في كلمتها أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة والمعنية بنزع السلاح والأمن، لخصت دولة الإمارات العربية المتحدة المخاوف العالمية المشروعة من ترسانة الأسلحة النووية الهائلة التي تمتلكها بعض الدول ومن التسابق المستمر على امتلاك هذا النوع من الأسلحة الأكثر فتكا وتدميرا على الإطلاق·
وإذا كانت منطقة الشرق الأوسط لا تزال أكثر مناطق العالم سخونة وتوترا واحتقانا، فإن الحديث عن استقرار حقيقي في هذه المنطقة من العالم لابد أن يتطرق إلى الترسانة النووية الإسرائيلية والتي تفرض أجواء من القلق والتوجس على كل الدول المحيطة بها، وتجعل الوصول إلى سلام شامل وحقيقي يفسح المجال لمشاركة في التنمية وللتواصل على طريق الرخاء، هدفا يصعب تحقيقه، وهو ما عبرت عنه دولة الإمارات العربية المتحدة في مستهل كلمتها عندما دعت المجتمع الدولي إلى القيام بدور فاعل للضغط على إسرائيل وحملها على تفكيك ترسانتها النووية وإخضاعها للرقابة الكاملة ولضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية·· شأنها في ذلك شأن كل دول المنطقة·· وفي سياق متكامل مع تعزيز جهود إنشاء مناطق خالية من السلاح النووي في الخليج والشرق الأوسط·
لقد أفرز التسابق المحموم على إنتاج وامتلاك الأسلحة النووية منذ بدايات العقد الخامس من القرن الماضي العديد من المشكلات الخطيرة التي لا تقتصر فقط على ما أصبح يعرف برعب الخيار النووي، بل تمتد إلى آفاق أكثر اتساعا إذا ما أخذنا في الاعتبار التأثيرات المدمرة للنفايات النووية وكل ما يترتب على الصناعة النووية من تدمير للبيئة وتهديد لسلامة البشر·
ولمواجهة هذا الواقع المخيف طرحت دولة الإمارات العربية المتحدة خمسة محاور تشمل تنفيذ الدول النووية لالتزاماتها بالخفض التدريجي لترساناتها وتحويلها للاستخدامات السلمية، ووضع صك عالمي غير مشروط يكفل الضمانات الأمنية للدول غير النووية، والتأكيد على عالمية وشمولية معاهدات نزع أسلحة الدمار الشامل وتعزيز جهود منع الاتجار في الأسلحة، وتعزيز جهود إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية·
والحقيقة المؤكدة هي أن تطبيق هذه الرؤية خماسية المحاور بصدق وإصرار وشفافية يمثل خطوة شديدة الأهمية على طريق حماية كل البشر من مخاطر محدقة، وتوجيه موارد هائلة إلى التنمية الحضارية ومكافحة الجوع والتخلف الذي يهدد معظم دول العالم بدلا من توظيفها في إنتاج أسلحة الدمار والخراب·