تعقيباً على باتريك سيل
ربما لم يبالغ الكاتب البريطاني باتريك سيل كثيراً حين قال في مقاله ''حانت لحظة الفعل العربي في العراق''، والمنشور على هذه الصفحات يوم الاثنين الماضي، إن ذلك الرد لا يزال مغرقاً في سلبيته إزاء المأساة التي تكشف عن وجهها يوماً إثر يوم في العراق!
ولعل معظمنا لم يسمعوا إطلاقاً عن اللجنة الوزارية العربية المعنية بحالة العراق، والتي عقدت اجتماعها مؤخراً، ربما لأننا لا ننتظر منها عملاً ذا أهمية فيما يتعلق بموضوع اختصاصها، ولكن أيضاً لأنها بالفعل لم تنجز أي عمل تذكر به منذ قيامها قبل نحو عامين من الآن·
ولا يخفى على أحد أن هناك مواقف عربية متعددة من أزمة العراق وليس موقفاً عربياً واحداً، إذ لا يوجد أي نوع من التنسيق العربي إزاء مأساة شاملة وماحقة يتعرض لها بلد مؤسس في جامعة الدول العربية، لكن رغم ذلك كان على أمينها العام عمرو موسى أن ينتظر قرابة ثلاثة أعوام من احتلال العراق وإشعاله على أيدي الشبكات الإرهابية العابرة للحدود كي يرسل مبعوثاً إلى هناك·
وربما تمثل التحذيرات الأخيرة لبعض المسؤولين العرب من مغبة الدور الإيراني في العراق، بداية وعي بخطورة الدور العربي الموازن لذلك التدخل الإيراني· وكما بات الإرهاب الذي وجد ساحة له في العراق، تهديداً جدياً لدول المنطقة، فإن الأصابع الإيرانية الكبيرة لم تعد خافية على أحد هناك· لذلك أتساءل وأقول مع باتريك سيل إنه أصبح من واجب الدول العربية أن توظف قدراتها في حل النزاع الدائر في ''بيت الجيران''· وهل يجوز أن تترك الحبل على الغارب، لتمضي المحرقة حتى تصل الدار؟ ·
نبيل نمور- الدوحة