تعقيباً على د· أحمد يوسف أحمد
لعلنا جميعا نقر الدكتور أحمد يوسف أحمد على ما ذهب إليه في مقاله ''الديمقراطية الحائرة وخيار المقاومة'' (وجهات نظر، الثلاثاء 4 أكتوبر 2004)، فيما يتعلق بالتناقضات الأميركية من المسألة الديمقراطية في العالم العربي، الأمر الذي يتجلى في موقفها من مشاركة حركة ''حماس'' في الانتخابات الفلسطينية المزمعة نهاية العام الجاري· فوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مثلا أعلنت مؤخراً أنه لا يمكن لـ''حماس'' أن تحتفظ بسلاحها لأن ذلك تهديد للديمقراطية، لكنها شددت في الخطاب ذاته، وهي تتحدث عن سياسة بلادها في الشرق الأوسط، على أن القوة المسلحة ضرورية لدعم الديمقراطية!
وكما أسهب الكاتب في تبيان أوجه الخلط في مفاهيم السياسة الأميركية حول المنطقة وقضاياها، فقد أكد على أن القوة ضرورية دائماً لتحقيق الاستقلال الوطني، إذ ''لم يعرف التاريخ شعباً غافلاً ألقى بسلاح مقاومته لمحتليه من أجل ترتيب أوضاع ديمقراطية زائفة في ظل الاحتلال''!
لا شك أن تلك حقيقة أصبحنا نحفظ حججها جميعاً عن ظهر قلب، من كثرة ما رددها كتابنا ومتحدثونا الأفاضل في مختلف المنابر الإعلامية والثقافية والأكاديمية، لكن لا أحد منهم إلى اليوم يوضح لنا السبيل الأمثل إلى التعاطي مع تناقضات الخطاب وانحرافات السياسة الأميركيين، وما هي حدود التحرك العربي وشروطه، وكيف يستمد محدداته وضوابط اتجاهه···؟!
وعلى أهمية المقال، فقد ذكرني بالهجائيات التي يعج بها الإعلام العربي، بطوله وعرضه، ضد ''الولايات المتحدة ومواقفها المعادية لأمتنا'' و''الانحياز الأميركي الفاضح'' و''التحالف الأميركي- الصهيوني''··· إلى غير ذلك من شعارات التعبئة الجوفاء والمجدبة!
عامر دقس- الكويت