تعقيبا على د· طيب تيزيني
سررت أيما سرور بمقال الدكتور طيب تيزيني ''الأصولية الأممية والمشروع العولمي'' (4 أكتوبر 2005)، إذ يسلط الضوء على موضوع لم تتناوله الكثير من الكتابات العربية إلى الآن، ألا وهو التيار اليميني المتطرف في الولايات المتحدة· وقد تعرض الكاتب باختصار مفيد إلى خلفيات اليمين الأميركي وأصنافه وأهدافه الكبرى، ليوضح أنه يأتي على رأس المجموعات اليمينية المهيمنة على الحياة السياسية في أميركا، تيار الأصولية الدينية بمختلف توجهاته، وهو تيار يضع هدفاً له تأسيس دولة أصولية دينية في الولايات المتحدة، وذلك انطلاقا من إرادة ''الرب'' وتعاليمه·
وإذا كانت اليمينية الدينية تمتلك نفوذاً متزايداً في الولايات المتحدة وتسيطر على عدد من مواقع ومراكز صناعة القرار المهمة، فإن ذلك يعطي الدليل مرة أخرى على أن ''ازدهار الأصوليات'' يمثل ظاهرة كونية لا تقتصر على ''عالم الإسلام'' الذي يحاول البعض إلصاق التطرف به وحده! فالأصولية من حيث هي ارتباط إلى درجة العبادة بالماضي كأصل أو بداية أولى مقدسة، هي جزء من التكوين الفكري لمعظم الثقافات والحضارات البشرية، بل إن المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية هي أيضا قد تنطوي على أصولية يجسدها الاعتقاد بأفضلية مطلقة للسلف على الخلف· لكن الأساسي هنا هو أن الأصولية بمعناها العام وليد ''شرعي'' لمعظم الثقافات، كما أنها ظاهرة شاملة تكتسح مناطق العالم وثقافاته على اختلافها·
أمجد عدنان- عمّان