بدأت في 15/9 جولة جديدة من المفاوضات حول قضية دارفور في العاصمة النيجيرية أبوجا· وتستمر الخلافات بين حكومة السودان وحركات التمرد على اقتسام السلطة والثروة ولكنهم اتفقوا على التخلي عن سيادة السودان في قضية دارفور· فكما انصاعت الأطراف السودانية لاتفاق الجنوب ورضيت بالقرار 1590 الذي يقضي بإرسال 10 آلاف جندي إلى الجنوب لتنفيذ بنود الاتفاق، فنفس الأمر الآن يحدث في دارفور· فقد كون الاتحاد الإفريقي لجنة لحل قضية دارفور· بل وأصبحت اللجنة تحدد من يشارك في المفاوضات، فقد ذكرت صحيفة عربية أن إحدى حركات التمرد وهى حركة تحرير السودان أقالت زعيمها ولكن الاتحاد الإفريقي رفض هذه الإقالة ودعاه للمشاركة في المفاوضات الحالية· وكأن الاتحاد الإفريقي هو الذي يتحكم في دارفور بإشراف الناتو الذي يضغط بشدة لإرسال 12 ألف جندي إلى الإقليم·
بدأت المشاكل في دارفور منذ عشرات السنين بسبب مناطق الزراعة والرعي فقد قامت الخلافات بين القبائل التي تربي الإبل بحكم حاجتها إلى أراضِ للرعي في مقابل القبائل التي تعتمد على الزراعة وترفض مشاركة القبائل الرعوية في أراضيها· ومعلوم أن هذا النوع من المشاكل يعتبر شيئا عاديا في جميع المناطق القبلية، وكانت الحكومة تستطيع حل هذه المشاكل بحكمة فتعمل على توفير المراعي لأصحاب الأنعام وتوفير متطلبات الزراعة والري لأصحاب الأراضي ولكن الدولة عملت عكس ذلك فتركت الأمور بين القبائل تتفاقم وتتعقد وأنشأت القبائل المختلفة ميليشيات وبدأ الاقتتال بينها وتمردت قبائل على سلطة الدولة، وقد أجج اتفاق الجنوب حركة التمرد في دارفور·
وأميركا تضغط على حركات التمرد، فكما ذكرت صحف عربية فإن واشنطن حذرت حركة التمرد من عرقلة مفاوضات أبوجا الحالية وقال مصدر أميركي إن ''الإدارة الأميركية باتت تحمل الحركات المسلحة في دارفور المسؤولية الأساسية لمعاناة السكان في الإقليم''·
ولذلك فإن الحل الوحيد لإنقاذ دارفور هو أن تعلن الحكومة والمعارضة عن رفضهما لأي تدخل أجنبي·