تعقيباً على جمال خاشقجي
في مقاله ''لا للنهج الطائفي في التعامل مع العراق'' أشار جمال خاشقجي في وجهات نظر يوم الثلاثاء المصادف 27/9/2005 إلى تصريح الأمير سعود الفيصل (عن تسليم العراق إلى إيران) ووصفه بالتصريح الصحيح· ومع الاحترام لتصريح سمو الأمير الفيصل، لا نعتقد نحن عرب البصرة أن حالة التسليم حاصلة أو ممكنة الحدوث· فالبصرة ذات الاكتظاظ السكاني (بعد إهمال النظام السابق) لا تتسع لمهاجرين إليها دون افتضاح ذلك في وجود مناطق أو مبانٍ يحتلها آخرون (الأمر غير الحاصل ولن يحصل في المستقبل)· لكننا لا ننكر الاختراق المخابراتي لإيران في العراق وهو أمر لا تنكره دول عديدة أخرى في ظل الحالة العراقية الراهنة·
نشكر الأمير سعود على موقف المملكة مع جميع العراقيين وليس بعضهم، ونعتز برأي السيد خاشقجي في حرصه على مكانة المملكة لدى جميع العراقيين مما سيدعم ويحمي بناء العراق الجديد ولا يضعفه· لكننا نختلف معه ونستغرب وصفه اجتثاث البعث كعمل يستهدف الإخوة العرب السنة من العراقيين، فلم يكن ميشيل عفلق أو شبلي العيسمي أو إلياس فرح معنيين بطائفة إسلامية معينة، ولم يكن حزب البعث حكرا على طائفة أو فئة كي يقال إن أولئك يمتلكونه ويدافعون عنه (رغم محاولة بقايا البعث اختطاف القرار العربي السني ظلما)، والدولة العراقية الحاضرة فيها الكثير من إخوتنا السنة (ونحن شيعة وسنة: أصهار وأقارب، أصدقاء وجيران، زملاء وأهل لبعضنا بعضاً) وقد شملت بالتساوي أيضا عراقيين آخرين من إثنيات أخرى لم يكن مسموحاً لها بالتعبير عن نفسها في ظل العزل العرقي والإقصاء الطائفي إيام النظام السابق·
وأخيرا لا يمكننا إلا التوقف مندهشين باستغراب من وصف الأستاذ خاشقجي للدستور العراقي بـ(الكارثة) وهو وصف غير عادل أو منصف لعقد اجتماعي كتبه العراقيون بعدة شهور واشتركت في لجنة صياغته كل مكوناتهم الإثنية المتعددة· وفي التوافق يكون من المستحيل أن يرضي ذلك الميثاق كل العراقيين، وكان على الجميع دفع تنازلات هنا وهناك لا التشبث بالرأي والعناد· مع العلم بأن مبدأ الفيدرالية ليس ملزماً لكل منطقة عراقية وقبوله أو رفضه تابع لرغبة سكانها· والاستفتاء قادم·
د· عبدالرضا الفائز / عراقي مقيم في أبوظبي