شمسة راشد محمد - الإمارات
وافق غالبية الجزائريين الذين شاركوا في الاستفتاء على المصالحة الوطنية، وكان ذلك أمراً متوقعاً تماماً، رغم المقاطعة في مناطق البربر، وإن كان هؤلاء في مجموعهم لا يشكلون أكثر من 22% من إجمالي عدد السكان· وإذا كان من الواضح أن هذا الاستفتاء هو بالدرجة الأولى بمثابة استفتاء على دعم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يطمح إلى نيل ولاية رئاسية ثالثة من خلال إجراء تعديل دستوري يسمح له بذلك، فإنه -أي الاستفتاء- يثير خلافاً بين بعض الجزائريين، فمن قائل إنه بإعلانه العفو عن جرائم المرحلة السابقة، يصادر حقوق أهالي الضحايا ويعفي الحكومات والجماعات الإسلامية معاً من دماء نحو 100 ألف جزائري قتلوا خلال تلك المرحلة، إلى قائل إنه ''مخطط ذكي'' لضرب القوى الإسلامية التي ظلت، رغم أخطائها ورغم الاستئصال الذي يقال إنه مورس ضدها، ظلت القوى الوحيدة المؤثرة خارج السلطة، وبالتالي فلن يجد الرئيس بوتفليقة أية عقبة أمام تمرير تعديل يلغي المادة الدستورية التي تحظر عليه أكثر من ولايتين متتاليتين·
إلا أن القضية الأساسية في نظري هي معنى المصالحة ذاتها وبين أية أطراف ستكون هذه المصالحة؟ فالصراع الذي دارت رحاه طوال السنوات الماضية كان مواجهة بين السلطة وبين الإسلاميين، ومن ثم فالمصالحة من الناحية المنطقية ستتعلق بهما أساساً! وهكذا رغم أهميته الكبرى في نظري، إلا أن استفتاء المصالحة الوطنية كان من اللازم أن يصبح مناسبة لاعتراف مختلف الأطراف بما ارتكبته من أخطاء، ولم نقل جرائم حتى تكون المصالحة مستندة إلى المصارحة، والعفو مقروناً بالاعتراف·
مساعدي خير الله - الجزائر