تعقيباً على د· شملان العيسى
أورد الكاتب د· شملان يوسف العيسي خبر اقتراع البرلمان الإيراني بنسبة 70 في المئة من أعضائه تأييداً لمشروع قرار بتعليق عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية! وعلى الرغم من أن الكاتب تناول الموضوع -عبر مقاله المنشور هنا يوم السبت الماضي- من زاوية النظر إلى المخاطر الأمنية المحتملة للتسلح النووي الإيراني على منطقة الخليج العربي، إلا أنني أود أن أوجه تعليقي على ما تعنيه هذه المواجهة الإيرانية مع الوكالة الدولية، وبالتالي مع المجتمع الدولي- من خطر عليها هي قبل جيرانها· فالمبرر الذي أدارت به إيران مفاوضاتها الدولية مع مختلف الأطراف حتى الآن، هو التمسك بما تعتبره هي حقها في إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية· وإذا ما كان هذا هو الدافع الفعلي والوحيد وراء هذا التمسك، فلمَ هذا القرار الأخير الداعي إلى منع جميع العمليات التي تضطلع بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت والمرافق النووية الإيرانية؟ ألا يعطي قرار كهذا مبرراً ووزناً للشكوك المثارة حول دوافع إيران وطموحاتها وأهدافها النووية غير المعلنة؟ هذا هو سؤالي الأول· أما السؤال الثاني الذي خطر إلى ذهني لحظة قراءة هذا المقال، فهو إلى أي مدى يظل الخيار العسكري في مواجهة إيران مستبعداً من قبل مجلس الأمن الدولي، إن لم يكن من الولايات المتحدة، التي يقال إنها قد ترتب ضربة عسكرية غير مباشرة لطهران، عبر إحدى حليفاتها بما فيها إسرائيل؟ حين ننظر إلى هذا الاحتمال الأخير -الذي لا يمكن استبعاده كخيار ممكن لحظة المواجهة النهائية الحاسمة- فسوف نكتشف أن الخطر يهدد المنطقة كلها، وليست بلدان الخليج العربي وحدها·
محمود علي - الأردن