ربما عبرت كلمات الدكتور رياض نعسان آغا، في مقاله المنشور يوم أمس الجمعة على هذه الصفحات - وعنوانه "سوريا وأمتها العربية"- عما نلاحظه ونحسه خلال متابعتنا لعدد غير قليل من وسائل الإعلام العربية، من أن عددا كبيرا من الإعلاميين العرب باتوا "ينتظرون سقوط دمشق كي يبتهجوا ويفرحوا ويصبغوا أكفهم بالدم السوري لا بالحناء"! ولكم تساءلت أمام ذلك الاتجاه المتزايد في وسائل الإعلام العربية: لمصلحة من تنفخ الأبواق فيها ضد بلد عربي عريق هو سوريا؟ لاشك أن بعضنا ممن هلَّل وأطلق الزغاريد، وإن كان ذلك دون نية سيئة، لغزو العراق واحتلاله من قبل، هم أيضاً الذين يبتهجون اليوم كل ما رأوا أن موعد دخول الدبابات الأجنبية - مع العلم أن كلمة الأجنبي أصبحت تطلق في وسائل الإعلام العربية على العربي ذاته- إلى دمشق، أصبح قريباً ووشيك الحدوث!
ولأوضح هنا أني سوري أعيش في أوروبا، إلا أني لم أرَ في التجربة العراقية الأخيرة ما يدعوني إلى التعلق بسيناريو مماثل، حتى وإن تمنته ضمناً بعض مؤسساتنا الإعلامية وإعلاميينا العرب وحاولوا الترويج له دون ملل أو كلل.
وإذا عرفنا أن أحد الأسباب وراء ذلك الترويج قد يكون وجود عناصر "طائفية" من جنسيات عربية لها خلافها مع النظام السوري، فإن هناك سبباً آخر هو الحماس المجاني لدى البعض الآخر لكل ما يحمل ماركة أميركية، فيما يتمثل دافع فئة أخرى من الإعلاميين العرب في الحرص على مراكزهم باعتبار أن ذلك الموقف يمثل خطاً مأموناً وبلا مخاطر!
وحتى إن عبرت كلمات الدكتور آغا عن بعض ما يدور في خاطري، فخلافاً لموقفه المعروف، لا أرى أن هناك من باب للنجاة أمام سوريا سوى انفتاح ديمقراطي حقيقي وجاد وسريع.
أحمد حسن- باريس