كان تناول الكاتب د. أحمد عبدالملك لموضوع محاولة اغتيال الإعلامية اللبنانية مي شدياق بتفجير قنبلة تحت مقعد سيارتها قبل عدة أيام، من خلال مقاله "اغتيال الحقيقة"، موفقاً في الوقت الراهن حيث كثرت محاولات الاغتيال ونجحت يد الغدر في أن تطال عدداً من الشرفاء في شتى بقاع الوطن العربي، دون أن يعرف مرتكب هذه العملية أو تلك، وبقي السؤال يطرح في الشارع العربي عن معنى هذه العمليات البشعة التي أخذت أشكالاً متنوعة في الآونة الأخيرة؟ وهل يمكن أن تكون وراءها أيد خارجية يهمها أن تعبث في أمن البلاد العربية على الدوام؟
لقد طرح الكاتب عدة ملاحظات مهمة حول موضوع الاغتيالات السياسية الحديثة والفرق بينها وبين سابقاتها من حيث السبب والطريقة، على بشاعة أية عملية اغتيال وقتل متعمد. وكان تركيز الكاتب على أهمية أن نجاهر بالصوت العالي من أجل رفع الظلم عن أي صحافي، وحماية الصحافيين من الجور الإداري، والإقصاء السياسي، والذي يأتي -دون حق- لإرضاء نفوس ضعيفة كان قدرها وقدرتها عدم تحمل مسؤولية الكلمة أو المواجهة مع أصحابها، لذلك تلجأ هذه النفوس إلى الإقصاء غير الإنساني -بكل برودة دم- لأن الإقصاء جريمة لا يُعاقب عليها القانون، مهماً وإنسانياً لأبعد الحدود، وأعتقد أن الظلم الذي وقع على الصحفيين في السنوات القليلة الماضية كان زائداً عن الحد بصورة واضحة، وربما لم يجد المجرمون بحق الإنسانية إلا أن يغتالوا صوت الحقيقة الخالص في الصحفيين، ليس لأنها الطريقة المثلى بل لأنهم جبناء لا يقوون على مجابهة الحق بالكلمة، والحجة، والبرهان.
عايض عبدالسلام- الرياض