لاشك أن مصر تمر الآن بمرحلة جديدة عنوانها الإصلاح السياسي الشامل، وبنودها الرئيسية هي تدشين أسس جديدة للعمل السياسي في أرض الكنانة. تجربة الانتخابات الرئاسية أفادت كثيراً من الناشطين السياسيين في مصر، سواء الأحزاب العتيدة أو الأحزاب الجديدة، المهم أن تدور عجلة الحراك السياسي إلى مرحلة جديدة، وهي في تقديري مرحلة العمل الجاد والمشاركة المتزايدة لأطياف عدة في الشارع السياسي المصري. تفعيل المشاركة السياسية في مصر هو أهم تحدٍ أمام عملية الإصلاح السياسي، فلابد أن ترتفع نسبة المشاركين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولابد أن يتخلى كثير من المصريين عن السلبية والانكفاء على الذات، وأن يتحلوا بالإيجابية، حتى تمر عملية الإصلاح بالطريقة التي يريدها جميع المصريين.
وبعد تفعيل المشاركة السياسية يحتاج المصريون إلى أحزاب فاعلة أحزاب نشطة تتمتع بعلاقات وطيدة من الشارع لا أحزاب معارضة "ديكورية" ليس لها هم سوى المبالغة في النقد والتهويل من حجم الأخطاء، وتخويف المصريين من أي جديد، فليس المهم عدد أحزاب المعارضة، بل المهم دورها وحضورها السياسي في الشارع.
وبعد تفعيل دور الأحزاب، يحتاج المصريون خططاً تنموية لحل مشكلة البطالة تعتمد على أفكار جديدة، أو بالأحرى "تخرج من المربع"، عبر سياسات غير تقليدية الغرض منها تعظيم الاستفادة من الطاقات البشرية التي تتمتع بها مصر، وتعظيم الاستفادة من المساحات الشاسعة التي تحتاج فقط إلى برامج عمل نشطة وفعالة، ومن المؤكد أن القيادة المصرية مدركة لهذا التحديات.
أحمد صفوت- القاهرة