استعرض الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس في المقال المنشور على صفحات "وجهات نظر" الحصيلة الهزيلة التي خرجت بها القمة العالمية للأمم المتحدة في نيويورك رغم الآمال الواعدة التي كانت تعلقها عليها دول العالم الثالث. فقد كان ينتظر من تلك القمة الخروج بتوصيات مهمة بشأن تثبيت أهداف الألفية التي سطرتها الأمم المتحدة، خصوصاً تلك التي ترمي إلى خفض معدلات الفقر في العالم، ومحاربة الأوبئة التي تقتل آلاف الأشخاص سنوياً. لكنها مع الأسف جاءت مخيبة للآمال، ولا تلبي الحد الأدنى من طموحات الشعوب التواقة إلى عالم أفضل خالٍ من الفقر والمرض.
ومنذ أن بدأت الاجتماعات الأولية للإعداد للقمة لاحت بوادر الفشل، خصوصاً عندما أصر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون حذف أية إشارة للأهداف الإنمائية للألفية التي كان ينتظر التأكيد عليها والعمل على تفعيل مقرراتها. وليس معروفاً على وجه الدقة لماذا هذا الإصرار من قبل الدولة العظمى في العالم على تنصلها من تحمل مسؤولياتها تجاه الدول الفقيرة سوى أنه ضرب من الاستعلاء والأثرة التي تجعلها غير قادرة على الإحساس بآلام الغير. ومن جانب آخر فشل الاجتماع أيضاً في الاتفاق على صيغة محددة لإصلاح الأمم المتحدة نفسها، رغم ما تعانيه من ترهل إداري وفساد مالي يهدد بتقويض بنائها من أساسه.
وبخلاف الإصلاح اليتيم الذي طال مفوضية حقوق الإنسان التابعة للمنظمة الأممية، حيث تقرر تحويلها إلى مجلس لحقوق الإنسان، فإن الاجتماع خرج صفر اليدين لا يحمل في طياته أي جديد. أما النقاش الكثير بشأن إصلاح مجلس الأمن عن طريق توسيعه وإضافة أعضاء جدد إليه فقد ذهب أدراج الرياح، لأن الدول الكبرى فضلت الاستئثار لنفسها بحق النقض، وحق إدارة العالم دون إشراك القوى الأخرى الفاعلة على الساحة الدولية. وهو ما يفرغ العمل الدولي من أي مضمون حقيقي محيلا إياه إلى عالم المثل، أما الواقع فلا يؤمن إلا بإرادة القوة.
بعد فرصة الإصلاح التي تم تبديدها في القمة العالمية الأخيرة، تحتاج الأمم المتحدة إلى قوة دافعة للإصلاح، تكون التنمية هي أهم محاورها، خاصة وأن خطط المنظمة الدولية لغوث الفقراء في العالم لا تزال في أمس الحاجة إلى التطبيق الفعلي الذي يعود بالنفع على كثير من البلدان الأفريقية المتضررة من الفقر والأوبئة وفساد الأنظمة السياسية.
إبراهيم الصنهاجي- المغرب