نشرت وجهات نظر يوم أمس الإثنين مقالاً للكاتب جون هيوز تحت عنوان:"مصلحة أميركا.. أم إصلاح الأمم المتحدة؟"، وضمن ردي على الكاتب أريد أن أقول له إن الإدارة الأميركية لا تريد إصلاح المنظمة الدولية بقدرما تريد العمل على تحويلها إلى حديقة خلفية لوزارة خارجيتها، وقد مارست عليها وعلى أمينها العام الكثير من الضغوط لجعلها تنصاع لرغبات أميركا وحلفائها، وليس عنا ببعيد المطالبات الأميركية خلال العامين الماضيين بتجاوز الأمم المتحدة عندما لم تتخذ موقفاً إيجابياً سريعاً من حرب أميركا على العراق. والمفارقة في الموقف الأميركي هنا واضحة، وهي أن واشنطن بحاجة إلى منظمة دولية تكون رمزاً للشرعية الدولية، ولا بأس أن تلعب دوراً مهماً في الحالات الإنسانية كإغاثة المنكوبين بالكوارث الطبيعية، ولتوفير قوات سلام دولية تخفف العبء على الولايات المتحدة، لكن كل ذلك يجب أن يكون بشرط هو ألا تزعج هذه المنظمة السياسة الخارجية الأميركية، وألا يكون فيها من يستطيع قول لا لأميركا، كما فعلت فرنسا وبعض الدول في خضم التجاذب الذي سبق اندلاع حرب العراق في سنة 2003.
أحمد بوسحاب- الجزائر