نشرت وجهات نظر يوم الجمعة الماضي مقالاً للأستاذ محمد السماك تحت عنوان:"الاعتذار في الدين والسياسة"، تحدث فيه عن سلسلة اعتذارات سياسية ودينية صدرت عن جهات مختلفة للتعبير عن رفض ممارسات أقدمت عليها تلك الجهات أو من يرتبط بها في حق الغير، وضمن ردي على هذا المقال أريد أن أقول للكاتب إن الاعتذار وحده لا يكفي لتعويض من تعرض للظلم أو النيل من حقوقه، فماذا يفيد الاعتذار ملايين الأفارقة الذين هجروا واسترقوا خلال القرون الماضية؟ وماذا يجدي الاعتذار الشعوب التي استعمرت وتعرضت لأبشع الممارسات في أوطانها على يد الاستعمار الغربي في القرنين التاسع عشر والعشرين؟ طبعاً، لا شيء. بل على العكس لابد من تعويض الشعوب عما لحق بها بتصحيح ما بقي من أخطاء، والتعويض عليها مادياً ومعنوياً قدر الإمكان، كما وقع مع العديد من الحالات كآثار الحرب العالمية الثانية. صحيح أن الاعتذار نفسه قد يريح صاحبه أخلاقياً، وقد يساعد على وقف الجدل حول أخلاقية أو لاأخلاقية بعض الممارسات السياسية، لكنه يبقى معنوياً ورمزيا فقط في كل الأحوال، ما لم يتبع بخطوات عملية على أرض الواقع. وهو أمر أرى أنه غير مستحيل، ويمكن إيجاد أطر دولية لتكريسه وإعطائه صبغة مؤسسية رسمية.
عادل كمال- القاهرة