تستضيف أبوظبي في هذا الوقت من كل عام تقريبا جلسات المؤتمر السنوي للطاقة الذي يعقده "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، ومؤتمر هذا العام، الذي يناقش موضوع "النفط والغاز في الخليج العربي: نحو ضمان الأمن الاقتصادي"، يتسم بقيمة نوعية مضافة لأسباب واعتبارات عدة أولها أن المؤتمر يقدم ربطا منهجيا بين مختلف القضايا والموضوعات ذات الصلة بما يحدث في أسواق الطاقة العالمية من جهة، وبين آثار هذه التطورات وانعكاساتها على دول الخليج العربي من جهة ثانية، وهذا الربط يسهم ـ دون شك ـ في الرد على كثير من التساؤلات المتعلقة بكيفية تعظيم مردود ارتفاع أسعار النفط في تحقيق الأمن الاقتصادي في هذه الدول. والاعتبار الثاني لا ينفك عن الأول من حيث تناول محاور النقاش خلال جلسات المؤتمر على مدار أيام الانعقاد الثلاثة، لأهم وأبرز القضايا المثارة في أسواق الطاقة، إقليميا ودوليا، حيث تناقش خلال جلسات المؤتمر أوراق عمل عديدة تتسم بالشمول والتنوع والتكامل في آن واحد، ناهيك عن أن المركز قد حرص على استكمال ما تم طرحه خلال مؤتمر الطاقة الذي عقده المركز في العام الماضي، والذي تناول موضوع "قطاع النفط والطاقة في منطقة الخليج: الإمكانيات والقيود"، إذ يبحث المشاركون في المؤتمر الذي يفتتح اليوم سبل توثيق التعاون بين منتجي النفط ومستهلكيه وأيضا بين شركات النفط الوطنية والأجنبية. والاعتبار الثالث أن المؤتمر يتعرض للعديد من القضايا الملحة على أجندة الباحثين والخبراء في مجال أبحاث الطاقة، ومن أبرز هذه القضايا مايتعلق بالتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه نفط الخليج وكذلك آثار تنوع المعروض النفطي على أمن الطلب بالنسبة لنفط الخليج، وكذلك الأهمية المستقبلية للخليج بالنسبة للاحتياجات الأميركية من الطاقة، كما لن تغفل محاور النقاش التعرض لمسألة العوامل الجيوسياسية ودورها في اتجاهات أسعار النفط، حيث تناقش ضمن هذا المحور ورقتا عمل إحداهما تستعرض إعصار "كاترينا" ونتائجه والأخرى تتعرض للاضطرابات الإقليمية كعامل مؤثر في استقرار أسواق النفط على المدى البعيد، فضلا عن محاور أخرى عديدة تتضمن قضايا ذات أهمية بالغة مثل مناقشة أبرز التحديات أمام منتجي النفط وواقع أسواق الطاقة واتجاهاتها سواء بالنسبة إلى الغاز أو النفط وغير ذلك.
ويتفق المراقبون على أن من بين أبرز إيجابيات هذا المؤتمر أنه يسهم بفاعلية في تقديم ردود على الكثير من التساؤلات المطروحة بإلحاح على بساط البحث، خصوصا فيما يتعلق بإدارة الثروة النفطية ومناقشة أثر أسعار النفط على النمو الاقتصادي بعيد المدى في الخليج العربي، وكذلك التعرف إلى دور العوامل الجيوسياسية في تحديد اتجاهات أسعار النفط. وما يضاعف من المردود المتوقع للمؤتمر أن المشاركين هم نخبة من القيادات والمسؤولين التنفيذيين وخبراء الطاقة، ما يسهم بدوره في طرح رؤى واقعية تتعزز قيمتها بتنوع الخلفيات الأكاديمية والمهنية للمشاركين، الذين يحرص المركز على أن تكون مشاركتهم إضافة نوعية تثري النقاشات العلمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية