أصاب "فانس سيرتشاك" لب الحقيقة في مقاله "توسيع مجلس الأمن... ومناورات مجموعة الأربعة"، حين قال إن توسيع المجلس تحول إلى لعبة شطرنج تعتمد على تكتيكات تتبادل الدول خلالها التهديدات أو الخدمات لتحقيق أغراضها، أما فعالية مجلس الأمن، فهي آخر ما يتم التفكير فيه! وإذا كان من الواضح أن مجلس الأمن هو في واقع الأمر من أكثر الأجهزة في منظمة الأمم المتحدة فعالية، فإنما هو فعال لصالح الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة ولخدمة مصالحها فقط، ومن ثم كثيرا ما كان شديد "الفاعلية"، إن لم نقل التشدد، في مواجهة الدول الصغيرة والضعيفة والفقيرة أو التي لا تحظى برضا واشنطن وباريس ولندن.
على كل حال لم يكن إصلاح المجلس هدفا للكبار الذين يتحكمون في مجمل اللعبة الدولية القائمة، لذلك طوي هذا الموضوع تماما من على طاولة أعمال القمة الأخيرة لمنظمة الأمم المتحدة، ولم يجر أي حديث عن خطة إصلاح المنظمة الدولية، وهي الخطة التي وضعت بإشراف أميركي مباشر ولم تمثل إلا الحد الأدنى من مطالب عالم الجنوب، إلا أنه رغم ذلك تم إجهاضها أو ماتت في المهد!
وهكذا يتضح أن مصير الأمم المتحدة ومصير المطالبات العديدة حول تغيير مجلس الأمن، ببنيته وبسلطاته وباتجاهاته الحالية، يبقى رهينا لإرادة القوى العظمى ومصالحها وحساباتها الاستراتيجية الكبرى، ومن ثم سنحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل كذلك حتى نغير المعادلات القائمة على احتكار كامل لسلطة القرار الدولي.
عبير شماخ- العراق