قرأت المقال الذي كتبه توماس فريدمان في وجهات نظر يوم أمس الخميس وعنوانه:"كيف يسترجع بوش هالته الرئاسية؟"، واعتبر فيه أن تبني الرئيس الأميركي لسياسة ثورية جديدة في مجال الطاقة هو وحده الذي يمكن أن يعيد تلميع صورته الرئاسية بعد أن تراجعت شعبيته بشكل قوي إثر كارثة إعصار كاترينا وبعدما وصل إليه الموقف الأميركي في العراق من مأزق صعب، وضمن تعقيبي على هذا المقال أريد أن أقول للكاتب إن سياسة جديدة في مجال الطاقة ليست وحدها كافية لتعويم بوش لأنه أخطاء إدارته السياسية أكثر وأشد أثراً من أن ينم التغلب عليها بسرعة وبهذا الشكل الذي يتصوره الكاتب. ثم لماذا يبحث الرئيس بوش عن بدائل للنفط والغاز، وهو من بنى ثروته الخاصة على شركات النفط وأثرياء ولايته تكساس يعتمدون كلهم على صناعة النفط لتجميع ثرواتهم؟ إن ارتباط أسرة بوش وولاية تكساس بالنفط ليس وليد اليوم، وإنما يعود إلى عدة عقود. وبالنسبة لما يراه الكاتب من سهولة تغلب على أسعار النفط الحالية، وتجاوز النفط نفسه إلى الطاقات البديلة هذا مجرد حديث أماني فقط لأنه لا بديل للنفط من هنا وحتى منتصف القرن الحادي والعشرين، وهو موعد لا أحد يعرف ما العمل بعده لتأمين الطاقة.
علي سعيد- دبي