استغربت كثيراً من بعض التقارير الصحفية التي تنقل تصريحات تشير إلى أهمية العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، استناداً إلى منطق يتمثل في أن إسرائيل أثبتت للعالم أنها دولة تسعى إلى السلام، بعد أن انسحبت من غزة كلياً، وأعطت الحرية والضوء الأخضر للمواطنين الفلسطينيين.
إسرائيل دائما وأبداً بارعة في التفصيل، ونحن العرب فقط "نطبطب" على جرحنا ونلبس ثوبها الدامي ونلتزم الصمت الرهيب، فكل ما تفعله إسرائيل صواب، ونحن العرب نشكك دوماً في نزاهة تل أبيب. فأي ملعب تنزل فيه إسرائيل يجب أن تسدد فيه الأهداف المربحة لصالحها فقط، وليس لصالحنا نحن العرب والمسلمين، نعم إسرائيل وعلى حد قولها قامت بهذه الخطوة الإيجابية، إلا أنها لا تزال تدنس وتقتل وتأسر وتبني الجدار الفاصل، وتعيق العديد والعديد من خطوات السلام، فها هي من جهة تسرع إلى تهويد القدس المحتلة بصبغتها اليهودية، ناهيك عن أنها تصادر أراضي في الضفة الغربية لتدشين مستعمرات استيطانية فيها، إضافة طبعاً إلى محاولتها إغلاق ملفات عديدة من مثل بنود "خريطة الطريق"، وقضية الأسرى والجدار الفاصل!
كل هذا ونجد من يطالب بمد يد العون لإسرائيل، والتعامل معها؟ لا أعلم متى سيتعلم العرب من أخطائهم. ولا أعلم كم ستبقى الأمة العربية والإسلامية تدفع فواتير الاحتلال الثقيلة. ولا أعلم كم من الدماء التي يريدها العالم من الشعب الفلسطيني حتى تتحرك مشاعره، وينادي بالحرية من الاحتلال الإسرائيلي.
ريا المحمودي- رأس الخيمة