عندما حدثت الحرب الأميركية على أفغانستان لم يتوقع أحد أن تتغير الحياة في هذا البلد الذي عانى الأمرين من حكم طالبان إلى الأحسن في غضون سنوات قليلة.
واليوم وسط تدافع الأفغانيين على الاقتراع في الانتخابات التشريعية لبلادهم، يعجب المرء من إرادة هذا الشعب القوية، وكيف حصل هذا التحول السياسي والاجتماعي الكبير في مدة تعتبر قصيرة للغاية!
هذا التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية ليس سهلاً كما يعتقد البعض، فالشعب الذي عاش زمناً طويلاً في ظل ديكتاتورية طالبان يقف اليوم عند صناديق الاقتراع مبتسماً كأنه يشهد فرحة نادرة وحياة جديدة، وهو، في ممارسته لحقه الديمقراطي، يلمس التغير الايجابي الكبير الذي تتسم به أفغانستان حالياً في مجالات الحياة المختلفة. ففي التعليم أصبحت المدارس والجامعات تستقبل الفتيات والنساء الأميات بأعداد مهولة، وفي الحقول العملية تقف المرأة إلى جانب الرجل ولا فرق بينهما في الحقوق والواجبات، وفي المجالس المحلية أصبح للناس جميعاً الحق في اختيار من يمثلهم أمام الحكومة المركزية في كابول.
كل هذه التغيرات في الحياة الأفغانية خلقت من هذا البلد بلداً جديداً بكل ما تعنيه الكلمة، بلداً لا ينقصه إلا الأمان كي ينعم شعبه بالراحة والحرية.
لقد عملت الحكومة الأفغانية على توفير كل ما له علاقة بالتقدم والحداثة والتطور في مناحي الحياة، وأصبح على الأفغاني التماشي مع مستجدات غريبة عنه، وشكل هذا تحدياً أمامه، وأعتقد أن المواطن الأفغاني كان على قدر التحدي في مجالات عديدة.
يستحق الأفغانيون التهنئة بانطلاق الانتخابات التشريعية، والكل ينظر إلى تجربة هذا البلد في الخروج من أزمته التي طحنته سنوات طويلة، وأعتقد أن الزمن كفيل بإثبات قدرة وعناد هذا الشعب على النجاح والتقدم.
شامل مختار- أبوظبي