أثار د. أحمد يوسف أحمد في مقاله "ثقافة الكراهية وثقافة اللصوصية"، المنشور في "وجهات نظر" أمس الثلاثاء، قضية في غاية الأهمية، وهي سرقة قوات الاحتلال الإسرائيلي للثروات الطبيعية في غزة قبل إخلائها القطاع.
وأعتقد أن سرقة قوات الاحتلال الإسرائيلي، لأشجار الزيتون والنخيل القريبة من المستعمرات الإسرائيلية وسط قطاع غزة، جريمة لا تغتفر أيضاً، حيث قامت قوات الاحتلال منذ بدء عملية إخلاء المستوطنات، بإحضار عدد كبير من العمال والشاحنات الكبيرة يومياً، لاقتلاع أشجار الزيتون ونقلها إلى إسرائيل، كما قامت باقتلاع أشجار النخيل المثمرة.
نشاهد العمال وهم يقومون بأعمال اقتلاع الأشجار إلى جانب سرقة الرمال والمياه على مدار الأعوام الماضية.. إن الاحتلال يهدف إلى تصحير المنطقة وجعلها بلا شجر ولا حجر ولا ماء، فقوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت تشويه الثروة الطبيعية قبل خروجها من القطاع، حيث عملت على تلويث المياه، ونهب مصادرنا من المياه الجوفية وضخها إلى الخط الأخضر ومن ثم بيع المياه للمواطنين عن طريق شركة "ميكروت" الإسرائيلية. كما أن البلديات منعت من استخدام الكثير من الآبار لاقترابها من المستوطنات الإسرائيلية، وأعتقد أنه بعد أن تم الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، سيتم زيادة حجم المياه الصالحة للشرب وسيكون هناك خط مياه ناقل من الجنوب إلى الشمال وبالعكس لحل المشكلة التي خلفها الاحتلال.
وبحسب ما سمعنا من المسؤولين في السلطة الفلسطينية من المتوقع إعادة الخدمات إلى المناطق التي تم الانسحاب منها، حيث سيتم ربط شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
لابد من القول إن هناك الكثير من المشكلات التي خلفها الاحتلال في القطاع، منها نسبة الملوحة في المياه الناتجة عن عملية نهب رمال غزة وما نتج عنها من تلف في الآبار الجوفية، وغلاء أسعار الرمال، ووقوع الكثير منها تحت يد الاحتلال، وسرقة الأشجار المثمرة التي تحتاج إلى فترة كبيرة حتى تنضج.
علي عبدالرحمن- غزة