تحت عنوان "المذيع التعويذة!"، صب راشد صالح العريمي في مقاله المنشور يوم الاثنين الماضي بصفحات "وجهات نظز"، جل اهتمامه على واحد من العيوب التي يراها الكاتب في الإعلام الخليجي، وهو التأخر في توطين الوظائف الإعلامية، ورفد الفضائيات الخليجية بكوادر إعلامية مواطنة. صحيح أن الكاتب مُحق في دعوته، لكن يجب أن نعترف، رغم هذا، بحقيقة مهمة، وهي أن الإعلام الخليجي حقق طفرة كبيرة، لدرجة أن محطات التلفزة الغربية، سواء في أميركا أو أوروبا، اعتمدت خلال الآونة الأخيرة على نقل الأخبار المصورة من بعض الفضائيات الخليجية، وهذه شهادة تميز، ما كانت لتتحقق لولا الدعم المالي الذي تقدمه دول الخليج للإعلام الفضائي. ومن ناحية أخرى استطاعت بعض الفضائيات الخليجية المساهمة بقوة في تعزيز الحراك السياسي في كثير من الدول العربية، وهو ما سيؤثر بالإيجاب على حرية الإعلام على جميع المستويات.
وإذا كانت الفضائيات الخليجية تنشد التميز والريادة، فإنه من حقها البحث عن الكوادر الإعلامية الوافدة التي تضمن لها هذا التميز، لكن يجب ألا يطغى سعيها إلى تحقيق هذا الهدف على الأهداف الوطنية المتمثلة في تشجيع الكوادر الإعلامية المواطنة، على المشاركة الفاعلة في هذا التميز. إن غياب هذه الكوادر ليس إلا عرضاً طارئاً لابد وأن ينتهي عاجلاً أم آجلاً، المهم ألا يكون هذا الغياب الطارئ أداة للانتقاص من المكانة القوية التي استطاعت الفضائيات الخليجية تبوؤها خلال السنوات القليلة الماضية.
عبدالرحمن سعيد- العين