تناول الكاتب د. هيثم الكيلاني في مقاله "الاندماج الإسرائيلي"، المنشور في "وجهات نظر" يوم الأحد الماضي، موضوعاً في غاية الأهمية على صعيد الشأن الإسرائيلي والتعامل مع أية حكومة يفرزها الشعب اليهودي في المستقبل القريب أو البعيد. فالكاتب من خلال حديثه عن الثوابت التي تضعها أية حكومة إسرائيلية في حساباتها كمسلمات، وأهمها: القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، واستمرار الاستيطان اليهودي في الأراضي العربية المحتلة، يوضح أنه لا مجال لأي كان أن يتفاءل بمستقبل التعاون العربي المطلق مع حكومات إسرائيلية على أساس تقديم هذه الحكومات لتنازل واحد عن ثوابت لن تتغير.
الأوساط السياسية العربية في الماضي كانت تهتم بنبأ تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، وتتابع هذه الأنباء لحين إجراء الانتخابات وخروج النتائج ومعرفة شكل الحكومة الإسرائيلية الوليدة. لكن منذ أن دخلت الحكومات الإسرائيلية مرحلة التماثل الكلي في التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية على حد سواء لم يعد هناك أي تفاؤل بتغيير متوقع من خلال حكومة إسرائيلية جديدة، مهما تغيرت الوجوه في الوزارة أو تغير رئيس الوزراء، "ليكودياً" كان أم من حزب العمل.
المسألة المهمة التي توصلت إليها من خلال مقال الكاتب هي أن الشكل العام للحكومات الإسرائيلية لا خلاف عليه، ولا يمكن أن يتغير، ولكن ما يتغير هو التنفيذ وآليات التطبيق لمبادئ تعتبر سامية في الدولة العبرية ولن تتغير على المدى البعيد، بل إنها تكرس على الدوام ولا أدلة على تحولها عن مسارها السلبي تجاه العرب والمسلمين عموماً.
لقد عجز الزمن عن بيان مدى التغيير في السياسات الإسرائيلية عبر حكومات الدولة العبرية العديدة، حتى في تلك الحكومة التي شكلها إسحق رابين، واعتبرت الأقل تطرفاً، والأكثر تعاوناً في مجال السلام مع الفلسطينيين والعرب، لم يشهد العرب تنازلاً عن المبادئ الثلاثة التي ذكرها الكاتب في مقاله.
يوسف مرزوق- القاهرة